رسالة من غزة

هكذا كانت غزة

هنالك من يصورنا على أننا كائناتٌ غريبةٌ ليست كباقي البشر، نصمد ونقاتل ونناضل ونموت ونحرق برضانا وبرغبة منا.

هذا ما نمقته تماماً ولا نوافق عليه، أخلاقنا وديننا ووطنيتنا ووعينا يرفض ذلك كله.

نحن بشر مثل باقي البشر نخاف ونحزن ولا نريد حرباً ولا موتاً، بل نريد بيوتاً تربينا فيها. أن نبقى ويبقى أولادنا في مدارسهم وحضاناتهم وجامعاتهم.

نريد أن نعيش فنحن نحب الحياة، وشغفنا كبير تجاه كل ما هو جميل، نخرّج كل عام أوائل الثانوية العامة في فلسطين، ومنّا أفضل المغنيين والموسيقيين والرسامين والباحثين والكتاب والصحافيين، منا أفضل معلمة في العالم العربي، وأفضل طبيب لجراحة القلب، وكان من أهم أطباء ألمانيا.

إننا نحب النجاح مثلما نحب الحياة ونحب العلم.

من قال إن الحرب وكل الحروب كانت برغبة منا؟

من قال إن أحداً شاورنا حين اتخذ قرار الحرب؟

إننا نفخر بانتمائنا الوطني، ولا نغادر عنفواننا الثوري الإنساني أبداً. لكن كل شيء لابد وأن يكون بالمعقول، ضمن حدود قدراتنا وإمكانياتنا.

خذوا مثلا الانتفاضة الأولى.. كانت خياراً شعبياً وخضناها بكل قوة وجرأة وتصميم، وأثمرت نتائج أفضل بمائة مرة مما يحدث الآن.

أختكم

أماني من غزة

 

كلمات مفتاحية::
Loading...