هذا اليوم...

غزيون يحتفلون بوقف إطلاق النار

 

 

 

الأحد التاسع عشر من يناير 2025، دخل التاريخ كيومٍ كان له الكثير قبله وسيكون له الكثير بعده.

بلغة الأرقام والوقائع هو اليوم الـ 470 من أيام حربٍ أكلت الأخضر واليابس. وأهلكت الزرع والضرع. حرب أبيدت فيها عائلات بأكملها، وسويت عشرات آلاف البيوت بالأرض، واختفت أحياءٌ من الوجود، جُبلت مبانيها بعرق جبين أصحابها وذكرياتهم.

التاسع عشر من يناير 2025، يدخل التاريخ كاليوم الأول لبداية نهاية الحرب، هو يومٌ محفوف بالأمل والخوف، أمل أن يفضي إلى نهاية حقيقية للحرب، وخوفٍ من أن تُستأنف بما يمكن أن يكون أفدح وأشرس من كل ما سبق.

يومٌ الفرح الإنساني فيه مشروع، والحزن الإنساني كذلك بفعل تذكر ما فُقد وذهب ولن يعود.

هو يومٌ ستنطلق فيه الزغاريد لاستقبال أسير تحرر بعد سنوات طويلة من البعد عن الأهل والديار، وستنطلق مع الزغاريد تأوهات الذين لم يعد أعزاءهم بعد، ولا يُعرف هل سيعودون أم يعود الذين تحرروا إلى الأسر ثانية؟

هذه هي الحالة الفلسطينية منذ أيام النكبة الأولى، حالة كل أيامها مناصفة بين الحياة والموت، بين الفرح والحزن، بين دموع تنهمر ابتهاجاً بلقيا حبيب، ودموع تنهمر حزنا على الذين غيبهم الموت ولن يعودوا.

هذا هو يوم الأحد التاسع عشر من يناير 2025، اليوم الذي يجسد الحالة الفلسطينية في الزمن المتمادي بالقسوة، زمن الأفراح العابرة والأحزان المستقرة، الزمن الفلسطيني الذي طال فيه أمد انتظار اليوم الذي يكون فيه الفلسطيني إنساناً عادياً كباقي خلق الله، يحزن بمقدار ويفرح بمقدار أكثر، ولا تنقسم أيامه بين فرح كثير وحزن أكثر.

 

 

 

كلمات مفتاحية::
Loading...