وقف إطلاق نار لشهرين.

 

تقوم سياسة إسرائيل على ركنين أساسيين، الأول: وهم أنها قادرة على فرض ما تريد بقوة التفوق العسكري. والثاني: استغباء الآخرين الذين يقعون في الخديعة، ويقعون في حبائلها مرة بعد مرة.

لا داعي لسرد أمثلة على ذلك لكثرتها في مسار الصراع مع الفلسطينيين والعرب، ومن هذه الخدع الأشبه بمصائد المغفلين، ما نُقل عن اقتراحها بشأن عملية تبادل أسرى جديدة، قوامها وقف إطلاق نار لمدة طويلة، تنتهي بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين جميعاً، مع احتفاظها بأمرين، الأول: حرية إطلاق النار بعد إتمام التبادل. والثاني: البقاء في غزة مع انسحابات تجميلية من بعض المواقع، مع تسريب آخر يقضي بالسماح لقادة حماس العسكريين بمغادرة غزة.

 بالتأكيد لن تُقبل هذه الصفقة لأنها تعني البقاء الإسرائيلي في غزه لمدة مفتوحة، مع الموافقة العملية على السيطرة الأمنية الكاملة على غزة من داخلها ومن حولها، مقابل شهرين وقف إطلاق نار وإنهاء المقاومة أي الاستسلام.

 إسرائيل ومن خلال اعتمادها سياسة مصائد المغفلين تقترح السماح لها بالتخلص من أعباء الحرب، بأن تقبض ثمناً لا أن تدفع.

الفلسطينيون في غزه بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، والفلسطينيون والعالم يريدون من إسرائيل الانسحاب الكلي من غزة، وهذه مطالب منطقية ومحقه، وإسرائيل تريد أخذ كل شيء مقابل شهرين لوقف إطلاق النار.

الرهان الإسرائيلي على نجاحها في تمرير مصيدة كهذه فيه قدرٌ كبيرٌ من الغباء وليس الدهاء، لا نعتقد أن حماس ستقبل أو حتى تناقش الأمر.

Loading...