انتهت حرب غزة على ما انتهت عليه، وقبلها انتهت الحرب على الجنوب اللبناني، وكلا الحربين لم يكونا على أجندة الحكومة الاسرائيلية العنصرية كأولوية، كانت الأولوية، الضفة الفلسطينية أو المحافظات الشمالية. باعتبار استكمال السيطرة الكاملة عليها مهمة من الدرجة الأولى لاعتبارات أيديولوجية وسياسية، جاء هجوم السابع من أكتوبر ليغير الأولويات مؤقتاً، والآن يعاد جدول الأعمال من جديد لما كان قبل تلك الحرب.
الحرب على الضفة الفلسطينية تعود أولوية، تعود لاستكمال السيطرة أولاً، وتعود لتحقيق انجازات تغطي على الفشل الذريع في حرب غزة، وتعود لاسترضاء سموتريتش بإطلاق يده في الضفة ثمناً لعدم انسحابه من الحكومة، ولهذا من المتوقع أن تشهد الضفة أياماً عصيبة، وهجوما أمنياً واستيطانياً وربما عسكري، وقد بدأت تباشير ذلك واضحة، بوابات حديدية على مداخل القرى والمدن، هجوم استيطاني يتوسع ويتعمق، تجهيز معلن لحملة عسكرية أكثر عمقاً واتساعاً مما سبق.
هذا الوضع يستدعي تعزيز صمود إيجابي فلسطيني مستند إلى وحدة شعبية كحد أدنى وإلى وحدة سياسية، يستدعي تعزيز حراك دولي ممنهج وهادف، يستدعي التقاط اللحظة التاريخية التي تصاعدت فيها الحملات الشعبية في العالم دعماً للحقوق الفلسطينية وتطوير تلك الحملات وتعزيزها.
نحن أمام حرب نستطيع أن ننتصر فيها، صمودنا الإيجابي هو سر انتصارنا، وحدتنا المبنية على ديمقراطية تعددية وانتخابات سياسية تجدد النظام السياسي هي من يعيد الثقة المفقودة بين المستوى القيادي والقواعد الشعبية، لنخرج من مناكفة النصر والهزيمة، ولنرتقي لمستوى التحدي، شعبنا يمتلك مقومات هذا الصمود، ولكن المستوى القيادي الفلسطيني يحتاج للكثير حتى يرتقي لمستوى الحالة الشعبية الفلسطينية.