آخر أخبار حرب مخيم جنين، أن الإسرائيليين أمروا سكانه بمغادرته، وأن المئات منهم غادروا بالفعل، ولكن إلى أين؟
الخطر الذي يُخشى منه هو أن يغادروا إلى خارج الوطن، وهذا أمرٌ إن كان حدث في الماضي البعيد، فلا أمل بأن يحدث لا اليوم ولا غداً.
إسرائيل فعلتها في غزة عدة مرات، وليس بمكبرات الصوت فقط، وإنما بالقذائف الذكية والغبية.
كان الناس المحبون للحياة والخائفون على أولادهم كي لا يرونهم أشلاء ممزقة، يغادرون إلى أي مكان قدروا أنهم فيه يأمنون من الموت.
ترحيل الفلسطيني من يُسمى باللاجئ أو المقيم داخل الوطن، كترحيل سجين من غرفة إلى غرفة أخرى داخل السجن أو إلى سجن آخر.
ذلك لن يغير من الحقيقة شيء بل يثير سؤالاً عمره يقارب المائة سنة. متى تيأس إسرائيل من حربها العبثية مع الفلسطينيين؟
متى تيأس من رؤية راية بيضاء فوق مخيم أو قرية أو مدينة؟
متى تيأس والفلسطيني متشبث بوطنه حتى الاستعداد للموت على أرضه بدل حياة في أي مكان آخر؟
بعد كل ما رأت إسرائيل وعرفت، يظل السؤال قائماً ولا جواب لإسرائيل عنه.
متى تيأس بعد أن هجّرت أهل جباليا كمثال عدة مرات ولكنهم أخيراً عادوا إلى حيث هجّروا؟
متى تيأس إسرائيل وقد خبرت الجبروت الفلسطيني بالتشبث بالحياة والوطن؟
هذا سؤال الأسئلة وليس على غير إسرائيل من يتعين عليه أن يجيب.