الفوز الكاسح الذي أحرزه ترمب في الانتخابات، أدار رأسه وهيّأ له قدرةً خارقةً على تغيير الخرائط والمصائر وكل شيء.
فالرجل يتحدث بلغة من يمتلك عصاً سحرية، ما أن يضعها على أي قضية حتى تُحل، وعلى أي نار حتى تنطفئ.
الرئيس ترمب والحالة هذه وبعد أن أهداه عجز بايدن نجاحاً أولياً في الملفين الغزي واللبناني، وأهداه نتنياهو تمريراً للصفقة تزامن مع دخوله البيت الأبيض، تعزز في داخله الشعور بأنه قادرٌ على فعل أي شيء بمجرد أن يصدر أوامره.
آخر تقليعات ترمب أنه انسجم مع بن غفير وسموتريتش فيما يرونه يوماً تالياً على حرب غزة.. أي تهجير أهلها إلى مصر والأردن واندونيسيا. مع السماح ببقاء أقل من نصف سكانها لعلهم ينفعون كعمالة رخيصة لمشرع صهره الاستثماري كوشنير، لتحويل الدمار الشامل الذي أنتجته الطائرات الأمريكية في غزة، إلى لاس فيغاس الشرق، وربما أكثر لمعاناً وبريقاً.
ما يقوله أهل الأرض والوطن لترمب وهم في هذا الأمر أصحاب القول الفصل، إن كل ما تخطط له يظل من نسج الخيال ولا فرص له من التحقق، غير أن ما ينطوي عليه مشروع ترمب كوشنير الاستثماري في غزة، هو إحراج كبير لمن راهنوا على تغيير في فكره وسياسته وسلوكه، وإذا كان من تغيير حقيقي فهو إلى الأسوأ والأخطر.