مشروع ترمب.. الموقف والجهد

غزيون نحو الشمال.. وإن كانت البيوت ركاماً

 

 

 

قبل دعوته مصر والأردن لاستقبال مئات ألوف الغزيين، كحلٍ لمعضلة اليوم التالي، التي انشغلت أمريكا وشغلت العالم كله بها.

كانت حكاية التهجير من غزة وخصوصاً إلى مصر، مستبعدة تماماً عن التداول حتى من قبل الإدارة السابقة، كانت حُسمت منذ أن لوّحت إسرائيل بها في بداية الحرب.

المصريون الذين توسطوا مع الأمريكيين والقطريين لوقف الحرب، ولو من خلال هدن متقطعة، أعلنوا موقفاً قطعياً برفض التهجير مهما كانت الأثمان والمغريات.

الموقف المصري يماثله الموقف الأردني، الذي رفض حكاية التهجير جملة وتفصيلاً، لأي فلسطيني من أهل الضفة وغزة، ولقد جرى تأكيد المؤكد بعد اقتراحات ترمب بهذا الصدد، وغني عن الذكر أن الفلسطينيين يرفضون أي تهجير حتى لو كان الوطن ركاماً كما هو الحال في غزة.

الذي تم حتى الآن في مواجهة مقترحات ترمب، هو المبتدأ الذي لا معنى له دون الخبر، المبتدأ هو الموقف، والخبر هو الجهد الجدي الذي يحبط حكاية التهجير في مهدها.

المثلث الرافض والذي هو معني مباشرة بالحكاية كلها، الفلسطيني والأردني والمصري، وحين تكون أميركا هي صاحبة الفكرة فلا يكفي سلاح الموقف، بل لابد من جهدٍ ليس فقط على مستوى الأطراف الثلاثة المعنية مباشرةً بالأمر، بل لابد من أن يكون الجهد عربياً ودولياً، خصوصاً وأن التهجير إن كان عنوانه مصر والأردن أساساً، فلا يغيب عن بال ترمب ألبانيا واندونيسيا وغيرهما.

يحاول ترمب إشاعة إيحاء باحتمالات نجاح فكرته، ولا يجب أن يُسمح لهذه الفكرة أن تتحول إلى كرة ثلج تتضخم وتدخل في روع العالم، أنها الحل العملي لقضية تؤرق العالم كله.

إن حكاية على هذا المستوى من الخطورة وتؤدي إلى توسيع الأزمة لتطال العديد من الدول في المنطقة وخارجها، تحتاج إلى جهد عربي إقليمي دولي منسق لإحباطها، وأول ما ينبغي أن يُعمل هو بلورة جهد فعّال يوجه مباشرة إلى صاحب الفكرة ترمب، كي يفكر ليس في احتمالات نجاحها بل بحتمية فشلها.

 

 

 

Loading...