حتمية التعامل مع ترمب بالقطعة

 

 

 

شِئنا أم أبينا، فإن الرجل الذي لا يعجبنا ولا يعجب كثيرين من دول وشعوب العالم، هو رئيس أكبر دولة من حيث النفوذ والانتشار العسكري والاقتصادي، وهو كذلك الرئيس الوحيد الذي لديه إمكانياتٍ تؤهله للضغط على إسرائيل، في مسألة الحرب والسلام في الشرق الأوسط.

لهذا.. نرفض مقترحاته في مسألة تهجير الغزيين إلى خارج ديارهم، وننتظر مبادراته بشأن إنهاء الحروب، وما يهمنا في المقام الأول حروب منطقتنا التي جذرها القضية الفلسطينية.

أحد الأيام الدّالة في ولاية ترمب الثانية، سيكون يوم الثلاثاء القادم حين يلتقي ببنيامين نتنياهو، ويُقال إن قضية السلام "لإسرائيل وجيرانها" ستكون مدار البحث، ذلك بعد تأكيد من ترمب على حتمية إتمام الصفقة بشأن غزة بحذافيرها، من سطرها الأول حتى الأخير.

وفق التعامل معه بالقطعة، فموقفه وجهده من أجل الصفقة أمر جيد، نؤيده فيه ونتمنى له الثبات عليه، غير أن أصل الحكاية ليس ما يُفعل بشأن غزة، على أهميته، بل ما سيفعل مع نتنياهو الذي يدرك العالم كله أنه العقبة الدائمة في وجه أي محاولة سلام، يمكن أن يستفيد منها الفلسطينيون.

لنعتبر اقتراحه بشأن التهجير إلى مصر والأردن وإندونيسيا وألبانيا خطيئة ينبغي التراجع عنها، وهذه مسألة بدأت مقدماتها تظهر بوضوح، حيث لا أحد سوى أعداء الحياة في إسرائيل من رحّب بها وشكره عليها "بن غفير وسموتريتش".

الأنظار كلها تتجه إلى يوم الثلاثاء القادم، فإما أن تطل علينا صفقة القرن من جديد، وربما بغلاف مختلف، وإمّا أن يقترب ترمب من الموقف الدولي بشأن المسألة الفلسطينية.

إن اختار الانسجام مع الموقف الدولي، فأمامه المبادرة السعودية الدولية، التي تحمل الوصفة الحقيقية للسلام في المنطقة، الذي هو الممر الحتمي لاستقرارٍ دولي شامل.

لن نتعجل المواقف بالاستنتاج، فيوم الثلاثاء قريبٌ جداً، وما سينتج عنه سيتيح لنا معرفة ما إذا بقي القديم على قدمه، أم أن هنالك جديد، دون إغفال حقيقة أن أي أمرٍ يتصل بترمب ونتنياهو يتطلب الحذر.

 

 

 

Loading...