ترمب يجعل الحلول... مستحيلة

 

 

 

تصريحات ترمب بشأن غزة، وضم الضفة والتطبيع السعودي، ووجهت برفضٍ صريحٍ وحاسمٍ وقاطعٍ من قبل جميع الدول المعنية.

مصر والأردن رفضتا، والدول الأخرى التي رشحها لذات الغرض رفضت كذلك، ومع أن مصر والأردن وهما الدولتان الأساسيتان اللتان يُلقي ترمب كامل العبء عليهما، لم تتوقفا عند رفض الفكرة كموقف بل إن مصر قدّمت مقترحاً بديلاً أقوى صدقية وقابلية للتطبيق من مقترحات ترمب، حين أعلنت عن أن لديها مشروعاً لإعادة إعمار غزة، دون الحاجة لترحيل أي مواطن غزّي عن بلده، كما أنها تعد العدة لعقد مؤتمر عالمي لإعادة الإعمار ومن المؤكد أن دول العالم ستسير في هذا الاتجاه الصحيح.

بالنسبة للتطبيع السعودي فقد جاء تكذيب ادعاءات ترمب المشككة بموقف المملكة عاجلاً وحاسماً، إذ أكدت على أن موقفها من هذه المسألة ثابتٌ ولم ولن يتغير، خلاصته لا تطبيع مع إسرائيل دون دولة فلسطينية.

أما فيما يتعلق بضم إراضٍ من الضفة لإسرائيل، فقد منح ترمب نفسه وقتاً قصيراً ليقرر بهذا الشأن، ومغزى ذلك أنه يريد استخدام هذه القضية للضغط على الفلسطينيين والعرب، لعله يقايض بها على قضايا أخرى تصب في مصلحة إسرائيل.

الخلاصة الأولية أن ترمب زاد الأوضاع في المنطقة تعقيداً، ووسع مساحة القلق وعدم الاستقرار لتشمل دول المنطقة كلها، فهو بإصراره على التهجير يضرب في الصميم، استقرار وسيادة بلدين عربيين، محاولاً توريطهما في تصفية القضية الفلسطينية وهما من ذلك براء، بل هما الضمانات الأكيدة لبقاء القضية وللحل الجذري العادل لها الذي أساسه قيام الدولة الفلسطينية.

الموقف العام عربياً وإقليمياً ودولياً يُجمع على رفض سياسة ترمب، ما يجعل إمكانيات تحقيقيها معدومة تماماً.

الرد العربي على سياسة ترمب، ينبغي أن لا يكون هذه المرة مجرد تضامن مع الفلسطينيين، بل دفاعاً عن مصالح العرب الوطنية، وعن استقرار بلدانهم ومجتمعاتهم.

والعرب يملكون قدرات حقيقية بما في ذلك بدائل تحالفية تُحرج ترمب وتفشل سياساته القائمة على الاستخفاف بهم.

ينبغي أن يقول العرب كلمة واحدة ..."إن زمن التعامل معهم كقطيع يسوقه ترمب كيفما شاء وحيثما أراد، ولّى إلى غير رجعة، ومن الحتمي منطقياً أن يُمارس بالفعل".

 

 

 

 

Loading...