الجيش التكنولوجي يقاد بانفعالات بدائية

الجيش الإسرائيلي، أكثر جيش تكنولوجي في العالم، ما لديه من معدات لا يتوفر لدى جيوش الأطلسي عدا الجيش الأمريكي. 

وإذا ما تابعنا كيف يقود المستوى السياسي هذا الجيش، نرى أن الانفعال والغرائز والكراهية العميقة هي من يدفع هذا الجيش ليخوض حرباً همجية قادت الدولة العبرية الى قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهي أبشع تهمة لدولة في هذا العصر.

المستوى السياسي وعلى رأسه نتنياهو ومن معه على مائدة القرار يسوقون هذا الجيش إلى معارك لمجرد خدمة أجنداتهم الشخصية، غير آبهين بالخسارة مهما كانت فادحة.

وفي حربهم الراهنة، كلما تورطوا بخسارة مدوية يذهبون به إلى خسارة أفدح وهكذا... ولقد بلغ الأمر بنتنياهو ليس بالمقامرة بالجيش، وإنما بحياة المحتجزين وكأنه يتمنى موتهم جميعاً ليتحرر من الضغط الذي يمارسه ذووهم عليه، ليواصل الحرب إلى حين انتهاء ولايته لعله يفلت من المسائلة أمام القضاء، وأمام لجان التحقيق التي تتهمه بالتقصير في أداء مهامه، ما أدى إلى زلزال السابع من أكتوبر وما بعده.

المحترفون من الجنرالات اكتشفوا أهداف نتنياهو ولم يعودوا مقتنعين بإدارته للسياسة والحرب والدولة، حتى الأمريكيين الذين يعرفون كل شيء عنه، وعن خططه يظهرون كما لو أنهم يبتلعون السكين وهم ينجرون وراءه ويخافون من نفوذه في الكونجرس وتحالفه مع ترمب، ما يقلل من فرص بايدن في الفوز.

ومادام نتنياهو يقود المستوى السياسي، فسيظل الجيش التكنولوجي مجرد أداة لخدمة أجندته.

إن سياسة نتنياهو في حرب غزة ونزوعه نحو توسيعها إلى ساحات أخرى وتوريط أمريكا في حرب إقليمية لا تريدها، تؤدي إلى أن يدفع الجميع ثمنا باهظاً لأجندته الشخصية التي أغرقت الجيش التكنولوجي في غزة، ودفع أثمان لم تكن محسوبة على أرض المعركة، وعلى مستوى الوضع الداخلي في إسرائيل، وحتى في أمريكا ذاتها.

 ما هو المخرج والحالة هذه؟  ...

المخرج.. ما دام نتنياهو على رأس مائدة القرار، وما دام الأمريكيون والإسرائيليون ينجرون وراءه برضى أو بالإكراه، فمأساة وجوده ستتواصل وأثمانها ستظل تُدفع.

 

Loading...