استفتاء ترمب

 

 

 

على قمة أكبر دولة في العالم - حتى الآن – يجلس رجلٌ مفتون بنفسه حتى الجنون، وفي أيامٍ معدودات قلب العالم كله ضده، وضد سياساته المغامرة، ولعل أكثر ما يدلل على فشله المبكر أنه عزل نفسه عمن يفترض أنهم أقرب جيرانه وحلفائه، مثل بريطانيا بل وأوروبا كلها، وكذلك دول الجوار مثل المكسيك وكندا، مستبدلاً هذه الدول جميعاً بتحالفٍ مع أسوأ رموز العنصرية واللاأخلاقية في عصرنا، سموتريتش وبن غفير، ومن هم على شاكلتهم من عنصريي العصر.

جنون العظمة أخذ الرجل إلى فشلٍ مدوٍ، لم يكن ليحسب له حساب.

في لقاءه البائس مع نتنياهو خدم القضية الفلسطينية من حيث أراد تصفيتها، لقد تسبب باستفتاء كوني وضع القضية الفلسطينية في مكانها الصحيح، كقضية مركزية على مستوى العالم كله، تجسد روح ومضمون العدالة الإنسانية التي استحقت وبجدارة، أن تحوز على إجماع عالمي قل نظيره في التاريخ، وحصل خصمها الرئيس إسرائيل، على إدانةٍ إضافة إلى إدانات محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات.

إن غرور ترمب وافتتانه بنفسه، أعمى بصره وبصيرته عن الحقائق المتكرسة على مستوى العالم وأهمها في هذا الوقت بالذات قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية، وحتمية تحقيق هذه الحقوق كشرطٍ أجمع عليه العالم لاستقرارٍ وأمن وسلام في المنطقة.

إن ما فعله ترمب وما أعلن عنه كسياسية شرق أوسطية، أنتج في الواقع عزلة غير مسبوقة لأمريكا وإسرائيل، وأنتج فشلاً حتمياً لرئيس أكبر دولة في العالم يدير السياسة بعقلية وحسابات المقاول.

بعد كل ذلك ينهض سؤال.. هل سيستفيد ترمب من الاستفتاء الدولي الذي تسبب في إجراءه حول القضية الفلسطينية وموقعها من السياسة الدولية؟ أم أنه سيواصل الفشل بفشل جديد تدفع ثمنه الشعوب والدول والقضايا العادلة؟

حسب التجربة ومن خلال ولايته الأولى، وبواكير ولايته الثانية يبدو أنه لا يحسن الاختيار ولا يرى غير إسرائيل في الشرق الأوسط والعالم.

 

 

 

 

Loading...