المشروع المصري هو الوحيد القابل للنجاح

كل المؤهلات الفنية والإدارية والجغرافية، تجعل من المشروع المصري لإعادة إعمار غزة، هو الأكثر قابلية للتنفيذ والنجاح في مدىً زمني قصير. وأهم ما فيه أن أهل غزة سيبقون جميعاً في بلدهم بل هم من يقدم الإسهام الأكبر في إعادة البناء.

مصر هي الطليعة في هذا الشأن ومعها كل العرب الذين ستجتمع خمس دول منهم في الرياض وهي مصر والأردن وقطر والإمارات، وذلك في سياق التحضير للقمة العربية الشاملة التي ستعقد في القاهرة هذا الشهر، إضافة إلى بلورة شراكة مع الدول الأوروبية والأمم المتحدة، ذلك بموازاة استضافة مصر لمؤتمر عالمي يجري التحضير له، وسيكون ظهيراً قوياً للدور المصري العربي.

هنالك رهان في محله على ما يبدو هو أن تكون دول الاتحاد الأوروبي شريكة فعّالة في المشروع من بداياته، وفي كل مراحل تنفيذه.

المشروع المصري المُتبنى حد الشراكة الكاملة من قبل الدول العربية جميعاً، والذي سيدعم من القمة القادمة، يجسد تطوراً استراتيجياً بالغ الأهمية وهو أن العرب الموحدين بشأن إعادة إعمار غزة سيواصلون وحدتهم لفتح المسار السياسي المفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

إن العرب يقومون بما كان يتعين عليهم أن يقوموا به في مجال ملأ الفراغ في منطقتهم بإمكانياتهم الذاتية المدعومة بتحالفات مع معظم دول العالم، وللعرب الإمكانيات والقدرة والعلاقات الإقليمية والدولية بما يكفي ويزيد، إذ لا مجال للارتهان لسياسة المنح أو المنع الأمريكية، التي رأينا كم تحمل من الأخطار ليس فقط على الفلسطينيين، وإنما على الدول العربية جميعاً، التي حاول ترمب وما يزال يحاول مصادرة قرارهم بالتعامل معهم كمعاونين قسريين في مشاريعه الخطرة على حاضرهم ومستقبلهم.

لقد آن الأوان لأن نرى جهداً عربياً مثمراً على خطين... إعادة إعمار غزة وإنقاذ الضفة المهددة، وذلك بالحل الذي لا بديل عنه، وهو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي المحتلة في العام 1967 بما فيها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق القوانين والقرارات الدولية.

العالم العربي دولاً ومجتمعات وإمكانيات، مؤهلٌ لعلاقات متوازنة مع جميع دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة التي ينبغي أن تدرك فعلاً لا قولاً أن الشرق الأوسط لم ولن يكون إسرائيلياً.

الإدارة الأمريكية الحالية يفترض أن تحسب جيداً ما مغزى رفض العالم كله لسياستها ليس فقط بشأن غزة وإنما بشأن الدولة الفلسطينية، وأن يدرك الرئيس ترمب تخصيصاً حقيقة أن الاستخفاف بالعرب وحقوقهم ومصالحهم واعتبارهم ورقة في الجيب، هو أمر يجب أن يكون الماضي ولن يستعاد من خلال تحالفه الشيطاني مع نتنياهو وسموتريتش وبن غفير.

 

Loading...