هل الضفة جبهةٌ منسية؟

آليات عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين

 

 

 

حرب غزة ربما تكون في طريقها إلى النهاية، ذلك وإن كان ليس أكيداً بفعل هشاشة الاتفاقات واحتمالات خرقها، إلا أن ما يلفت النظر هو قلة الاهتمام الإقليمي والدولي بالحرب المتصاعدة في الضفة، والتي خفتت أخبار اجتياحات مدنها وقراها ومخيماتها عن المنابر، كما لو أن ما يجري عليها روتين يومي جرى التعوّد عليه، أو كما لو أنه مجرد عمليات إسرائيلية ذات طابع أمني محدود الدوافع والمكان.

الضفة أصلاً هي أساس الصراع، حتى لو كان ما حدث مع غزة هو الأفدح من حيث الشهداء والجرحى والدمار الشامل.

الضفة، هي أرض الأطماع الإسرائيلية المعلنة والمستترة، والتي تسميها إسرائيل يهودا والسامرة، وتعمل على جعل هذه التسمية ليس رسمية فقط، وإنما لفرضها على العالم كله بهمة دعم وتبني ترمب.

والضفة هي أرض الدولة الفلسطينية المنشودة، التي قلبها القدس وامتدادها غزة، بكل ما في الضفة وغزة من مخيمات تذكّر العالم بأن جذر القضية هنا وليس في أي مكان آخر.

ربما تكون الحرب على غزة في طريقها إلى النهاية وهذا ما نأمله ونسعى إليه، ولكن ألا تستحق الضفة أن توضع على الأجندة العربية والإقليمية والدولية، حتى أثناء معالجة صفقة غزة ومراحل إنهاء الحرب عليها؟

الحرب الراهنة على الضفة هي أساس الحرب الإسرائيلية على حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية، وإذا كان عنوان الحرب على غزة هو إخلائها من أهلها وتحويلها من وطنٍ إلى مشروع سياحي، فإن الحرب على الضفة عنواناً ومضموناً هي الاستيطان والضم، وإبقاء أهلها كسكان أمر واقعٍ يجري تجريدهم من حقوقهم السياسية، ومواطنتهم الحقيقية، في بلدهم الذي لا حياة لهم دون حريتهم واستقلالهم فيه.

إن نهاية الحرب على غزة وفق الصفقة التي يجري تنفيذها لن تكون نهاية حقيقية إلا إذا انتهى الاحتلال بكل أشكاله على الضفة والقدس في قلبها، وأقيمت دولة فلسطين عليها، وهذا الأمر يجب أن يكون على رأس جدول أعمال العالم ومن أولوياته القصوى إذا ما أٌريد حقاً للشرق الأوسط أن ينعم بسلام واستقرار دائم.

 

 

 

 

Loading...