بنيامين نتنياهو وصنيعته كاتس، يطوّقون الضفة بالدبابات، ويفرغون مخيمات الشمال من سكانها.
ويستعرضون بستراتهم الواقية قوتهم، وكأنهم اقتحموا خط ماجينو الشهير.
لديهم فائض قوة عسكرية وهذا لا ننكره ولا نتجاهله. ولديهم إسنادٌ أمريكيٌ في كل قرار يتخذونه حتى لو كان مغامراً وعديم الجدوى، وهذا ما لا يثير استغرابنا.
ولديهم جمهور متعطشٌ لرؤية مزيد من التنكيل بالفلسطينيين، ليصرفوه أصواتاً في الانتخابات، وهذه واحدةٌ من ثوابت السياسة الإسرائيلية.
والسؤال... ماذا بوسع كل ذلك أن يفعل؟ أليست هذه المبالغة في استعراض القوة دليل ضعف وفشل؟
ألم يدركوا مغزى الحقيقة التي تقول ببلاغة إن الذين هجروهم من شمال غزة إلى جنوبها عادوا إلى أرضهم وبقايا بيوتهم؟
والذين أجبروهم على مغادرة المخيمات في شمال الضفة فقد فُتحت لهم أبواب بيوت أهلهم دون أن يغادر واحد منهم إلى خارج الوطن، لأنهم سوف يعودون حتماً.
التهجير الذي قرره رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم فشل تماماً في مهده بفعل المثلث الصلب الذي نهض في وجهه وقاعدته الثبات الشعبي الفلسطيني على أرض الوطن، وضلعاه الأردن ومصر اللذان أقاما سداً منيعا في وجه مشروع ترمب وأفشلوه، ما حمله على التراجع عنه.
فما الذي يمكن أن تفعله استعراضات نتنياهو كاتس؟ أليس معيباً ومهيناً لرئيس الوزراء ووزير دفاعه أن يعقدا مؤتمراً صحفياً في بيت من بيوت المخيم؟
ويشارك جنوده وضباطه استخدام أدوات البيت البسيطة كما لو أنها غنائم حرب؟
حقاً إن شر البلية ما يضحك، وليتذكر نتنياهو ووزير دفاعه أنهم ملأوا الضفة بالجنود والمستوطنين المسلحين والدبابات أكثر من مائة مرة دون رؤية راية بيضاء ولا هجرة طوعية أو قسرية يحلمون بها، بل رأوا فلسطينيين واقفين بشموخ أمامهم ولسان حالهم يقول، إننا قطعة من هذه الأرض وهذه الأرض ونحن لن نرحل.