منذ أن أصر نتنياهو على تجزئة المشروع الأمريكي بتقسيمه إلى ثلاث مراحل، يجري التفاوض حول كل مرحلة على حدة، كان واضحاً السبب الكامن وراء ذلك، وها هو يتضح أكثر من خلال التوجه الإسرائيلي لتمديد المرحلة الأولى قبل الحديث عن المرحلة الثانية.
التمديد لعدة أسابيع مع تواصل إطلاق سراح المحتجزين حتى آخر الأحياء منهم، يعني عملياً تجريد حماس من الورقة الأهم التي تساوم بها، وبعد ذلك يستطيع نتنياهو الزعم بأنه حقق الانتصار المطلق الذي وعد به، وارتبط مصيره السياسي بتحقيقه، لتبدأ مرحلة جديدة من الإملاءات الإضافية بشأن غزة، وذلك بالاستناد إلى التفويض الأمريكي المفتوح الذي منحه له ترمب المعترض أساساً على وجود المرحلة الثانية.
الوسطاء المصريون والقطريون وبعد أن لم يعد لديهم شركاء أمريكيون، كما كان الأمر عليه إبّان إدارة بايدن، سوف يضاعفون جهدهم لتنفيذ الصفقة وفق عناصرها المتفق عليها، غير أن فرص نجاحهم في هذا المسعى تبدو محدودة جداً.
أولا لضيق الوقت، وثانيا بفعل التفاهم الأمريكي الإسرائيلي على التهديد باستئناف الحرب أو استئنافها بالفعل.
كيف ستتصرف حماس حيال تطور كهذا؟
وهل رفضها للتمديد وفق الشروط الأمريكية الإسرائيلية يبقى على حاله؟
أم أن هنالك مخارج يستطيع الوسطاء التوصل إليها؟
على كل حال الصفقة الشاملة تواجه خطراً جدياً بالتفكك والانهيار، ما يعني العودة إلى نقطة الصفر من جديد، وهذا أقصى ما يريده نتنياهو ومعسكره الداعي لاستئناف الحرب بذرائع أو بدون ذرائع.