صحافة وتقارير

توماس فريدمان: ترمب ليس عميلا روسيا لكنه يلعب دور العميل الروسي

 

 

 

وصف توماس فريدمان، الكاتب الشهير في صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال له السبت ما حدث في مكتب الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض البيضاوي يوم الجمعة، بأنه "كمين مخطط له بوضوح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من قبل الرئيس ترمب ونائب الرئيس جيه دي فانس" وأنه كان شيئاً لم يحدث أبداً في تاريخ الولايات المتحدة الذي يبلغ من العمر ما يقرب من 250 عاماً، مشدداً أنه في حرب كبرى في أوروبا، "انحاز رئيسنا بوضوح إلى المعتدي والدكتاتور والغزاة ضد الديمقراطي ومقاتل الحرية والغزاة".

يقول فريدمان: "هل تريد تشبيهاً؟ تخيل لو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما جاء إلى البيت الأبيض يوم 4 شباط، أخبره ترمب وفانس أن الحرب مع حماس استمرت لفترة طويلة جداً، وفقد الكثير من الأرواح وأنها كلفت أميركا الكثير من المال، لذا فقد حان الوقت لبيبي والشعب الإسرائيلي لإبرام صفقة مع المعتدي حماس".

ويقول فريدمان أن "روسيا فعلت بأوكرانيا في 24 شباط 2022، ما فعلته حماس بإسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 - غزو مفاجئ وقتل وعنف جنسي أعقب ذلك لإحداث دمار في دولة أخرى ومجتمعها. لقد وقف ترمب إلى جانب بيبي بنسبة 110% ضد حماس، والآن يقف إلى جانب بوتين بنسبة 110% ضد زيلينسكي وأوكرانيا".

ويستمر فريدمان بالقول: "من الصعب التعبير عن مدى الانهيار الذي حدث في السياسة الخارجية الأميركية. لقد وقفنا إلى جانب الحرية وأولئك الذين يقاتلون من أجلها في جميع أنحاء العالم. هناك أوقات كانت فيها القوى الانعزالية بين مواطنينا تمنعنا وكان لابد من إقناعنا. كانت هناك أوقات عندما كان علينا - لدعم القضية الأكبر المتمثلة في الحرية - ضد أعداء خطرين مثل ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي، أن نتحالف مؤقتاً مع الدكتاتوريين، ولكنني لا أستطيع أن أتذكر مرة واحدة أعلن فيها رئيس أميركي أن الزعيم المنتخب ديمقراطياً لبلد يحافظ على الحرية كان "دكتاتوراً" بدأ الحرب مع جاره - بينما كان الدكتاتور المجاور الشرير هو الذي بدأ الحرب بالفعل".

ويقول فريدمان الذي يدافع باستمرار عن ضرورة استمرار الحرب في أوكرانيا، واستمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين: "إذا استمعت إلى ترمب، فإن كل ما فعلناه من أجل أوكرانيا هو جميلا خالصا؛ كأن ليس لدينا أي مصالح حقيقية على المحك في مصيرها أو انتصار الحرية هناك. لا نملك أي مصلحة فعلية في حقيقة أن أوكرانيا تحمي الاتحاد الأوروبي ــ وهو تحالف عملاق مؤيد لأميركا يتألف من أسواق حرة وشعوب حرة".

وينهي فريدمان مقاله معبرا عن إحباطه بالقول: "لا يهم ترمب على الإطلاق ما يحدث للاتحاد الأوروبي أو أوكرانيا. كل ما يهم هو أن يقول زيلينسكي "شكرا" بصوت أعلى معترفا بالجميل، وأن يوقع لنا في خضم حربه من أجل البقاء على قيد الحياة على جيل كامل من الثروة المعدنية في أوكرانيا" معتبراً أن "هذا تحريف تام للسياسة الخارجية الأميركية التي يمارسها كل رئيس منذ الحرب العالمية الأولى. أيها الأميركيون الأعزاء، نحن في مياه مجهولة تماما، بقيادة رئيس ــ حسنا، لا أصدق أنه عميل روسي، لكنه بالتأكيد يلعب دور عميل روسي على شاشة التلفزيون".

 

 

 

 

Loading...