ترمب يتغير في كل مكان إلا في غزة!

الخسارات والمبادرات

 

 

 

 

تعوّد العالم على دونالد ترمب، الذي يقرر سياسة أكبر دولة في العالم بمزاجه المتقلب ومغامراته غير المحسوبة، وتراجعاته عنها، والملاحظ أنه بين كل قرار يتخذ والقرار الذي يليه، تخسر الولايات المتحدة مبالغ مالية فلكية، ويخسر حلفاؤها ثقتهم بها، ويتضاعف طمع خصومها بها.

العالم وأمريكا بالنسبة لترمب هما حقل تجارب، وحتى الآن يُنتج كل يوم خساراتٍ تدفعها الشركات الأمريكية العملاقة، ويخشى منها المواطن الأمريكي على مستوى حياته بفعل الارتفاعات الكبيرة في الأسعار، ويخشى العالم من ركودٍ اقتصادي كارثي.

منذ ولايته الحالية وقد مضت عليها شهور قليلة، اتخذ فيها كثيراً من القرارات وتراجع عنها، ووجد من يفسر له ما يفعل.. بأنه ينتهج معادلة مفادها "أطلب الكثير لتحصل على القليل"، حتى هذه المعادلة التي لا تعدو كونها تنظيراً بائساً لمجازفاته وتراجعاته فقد جرى دفع أثمانها الباهظة باضطراد، والأمر صار يحسب بالتريليونات.

الملاحظ أن ترمب يتغير في كل الشؤون، إلا فيما يتصل بغزة، فما يزال يصر على سياسته بإخلائها من أهلها، ليبني على الأنقاض والجثث مدينة أحلام يتخيلها، وإمعاناً في هذه السياسة الكارثية، يبدو أن له اعتراضا وحيداً على ما يفعل نتنياهو وجيشه في غزة، فهو أنهم لا ينهون المهمة بسرعة، رغم أنه وضع بين أيديهم كل ما يلزم لذلك بل وأكثر.

متى وكيف يتغير ترمب في سياسته تجاه غزة والشأن الفلسطيني عموماً؟

لا أحد يعرف فتحليل الأمزجة غير تحليل السياسات الراسخة والمبدأية والمحددة، جرى بعض تفاؤل في مشاركة ويتكوف للمحادثات مع نتنياهو، ولكن من أجل أن نضع النقاط على الحروف، فالتفاؤل لا يتعدى تحريك الصفقة المعطلة، دون الذهاب جدياً إلى إنهاء الحرب.

إننا الآن حيال حربٍ انتقلت قيادتها من يد نتنياهو إلى يد ترمب وفي هذه الحالة فالتوقعات غير محددة.

 

 

 

 

 

Loading...