لا نملك إلا أن نشكر الرئيس ماكرون على مواقفه الداعمة لوقف الحرب على غزة، واستعداد فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك مشاركتها في رئاسة المؤتمر العالمي إلى جانب السعودية، الذي سيعقد من أجل الدولة في حزيران المقبل في نيويورك.
اعتراف فرنسا الرسمي وهي المعترفة أصلاً بحقوق الشعب الفلسطيني وتعاونها مع السعودية في هذا الجهد العالمي، الذي سيضم بالتأكيد كل دول العالم باستثناء قلة قليلة، ما تزال محكومة للفيتو الإسرائيلي، هذا الاعتراف سيجسد نقلة نوعية مهمة، نحو تكريس الدولة الفلسطينية وحتمية قيامها كحجر أساس للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على أهميته القصوى، وخصوصاً على صعيد إغلاق الأبواب أمام إسرائيل في سعيها المحموم لتصفية القضية ومصادرة حقوق شعبها، إلا أنه يحتاج إلى جهد مضاعف لتسريع تحويل الاعتراف إلى حقيقة على الأرض، يتمتع من خلالها الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة، وهذا يتطلب عملاً إقليمياً ودولياً لتغيير سياسة أمريكا تجاه هذه المسألة بالذات، وهذا ما سيكون مجاله في المرحلة القادمة والتي تسمى بحق مرحلة الدولة، حيث لا فرصة لإسرائيل في الإفلات من الإجماع الدولي حولها، وهذا ما يحبط الخلاصات السياسية لكل ما فعلت وتفعل في غزة والضفة.
وإذا شكرنا كفلسطينيين وعرب الرئيس ماكرون، فالشكر واجب للسعودية على هذا الجهد العالمي الهام.