يكثر استخدام مصطلح الخط الأحمر للتعبير عن الرفض القاطع لأمر يراه مستخدم المصطلح مستحيل القبول به.
ونحن الآن أمام خطين أحمرين، الأول ترسمه حماس حول سلاحها، والثاني ترسمه إسرائيل حول أهدافها.
حماس تعتبر احتفاظها بسلاحها وعدم تسليمه أمر يتصل بالكرامة، وإسرائيل تعتبر بقاءه في يد حماس أمراً يتصل بتحقيق أهدافها، وبين الخطين الأحمرين صراع قوة وإرادة، والقول الفصل فيهما للميدان.
الجهود المبذولة لوقف النار وفق السيناريو الذي يعمل عليه الوسطاء تتحرك بين الخطين الأحمرين، وإلى أن يتوصلوا إلى اتفاق مؤقت يتواصل القتل والتدمير، وتوسيع مساحة الاحتلال الذي وصل حتى اليوم إلى خمسين بالمائة من أرض غزة، وهذا مرشح لأن يتسع إلى ما هو قريب من السيطرة بالنار والحصار على كامل القطاع.
عندما نصل إلى حالة من هذا النوع، ينهض سؤال تلقائي، ما الذي يمكن أن يفعله الوسطاء العالقون بين الخطين الأحمرين؟
إذا اعتبرنا الأمريكيين وسطاء، فسوف يمددون تفويضهم لنتنياهو بالعمل العسكري تحت سقف زمني حُدد له أسبوعان، وسوف يحمّلون حماس كالعادة المسؤولية عن فشل الصفقة، أمّا إخوتنا المصريون والقطريون الذين هم الوسطاء الحقيقيون، فسوف يواصلون محاولاتهم لإقناع حماس بقبول ما توصلوا إليه من تسوية بشأن مدة وقف النار، وعدد المفرج عنهم من الجانبين، وإلى أن يتم الاتفاق علينا أن نحصي كم قتيلاً سقط، وكم بيتاً دمر.
الخطان الأحمران الحمساوي والإسرائيلي، سوف يظلان قيد التداول إلى أن يقرر الميدان بشأنهما.