هذا بالضبط هو حال المواقف من الصفقة المتعثرة، التي يدفع أهل غزة شهداء جدد، ودماراً يتسع لقاء كل يوم تواصل تعثرها.
القاهرة لا تكل ولا تمل، رغم المعوقات الهائلة التي يضعها نتنياهو أمام جهودها، استقبلت قبل يومين وفداً إسرائيلياً مفوضاً تحت عنوان إيجاد تسوية لتحريك الصفقة.
واشنطن تضغط بالفعل لإحراز ولو انفراجةٍ مؤقتةٍ يستند إليها الرئيس ترمب كإنجاز يسبق زيارته المرتقبة للشرق الأوسط والتي تبدأ بالسعودية.
نتنياهو.. العصبي والمتوتر يخوض حرباً بلا نتائج حاسمة، في مسألة استعادة الأسرى وتجريد حماس من سلاحها، إذا لم يذهب إلى ما هو أبعد وهو استئصال وجودها من أساسه في غزة.
إنه سباقٌ صعبٌ بين جهود وقف النار، وإنجاز تبادل ربما يصل إلى الجميع مقابل الجميع، أو إلى هدنة طويلة الأمد هذه المرة تصل في بعض التقديرات إلى سنوات على عكس الهدن السابقة، التي لم تتجاوز الأسابيع أو الأشهر القليلة.
تفاؤل القاهرة الذي لا يمكن أن يكون بلا مؤشرات تلمسها هي من خلال محادثات الكواليس، هو بارقة الأمل التي التمعت في ظلام دامس أحاط بالصفقة وإمكانيات انعاشها وانقاذها.
نشاطر القاهرة تفاؤلها، ونتمنى أن يترجم إلى تسوية، لأننا نعتبر كل قطرة دم تسيل من جسد مواطن فلسطيني في غزة هي خسارة فادحة تؤلمنا، فما بالك وكل يوم يكسبه نتنياهو يودي بحياة العشرات. ويطيل عمر الحرب التي لم تعد حرباً بقدر ما هي مذبحة وإبادة شاملة.