مقالات مختارة

وقف الحرب الآن يضع وجود إسرائيل أمام علامة استفهام

 

بقلم: يوسي بيلين

بدون أوهام
الثمن الدموي الذي دفعته إسرائيل هذا الأسبوع كان ممزقاً للقلب، لكن محظور أن يدفع أصحاب القرار لارتكاب خطأ استراتيجي جسيم. اقتراح إنهاء الحرب الذي جاء من جهة حماس لتحرير المخطوفين على مراحل وابقائها في الحكم في غزة وضمانات لسلامة قادة المنظمة، هو دعوة لكتاب استسلام من إسرائيل. فلا يمكن قبول هذه المطالب. واجب حكومة إسرائيل، التي تركت آلاف المواطنين الإسرائيليين لبراثن حماس هو ان تخرج عن طورها وتبذل كل جهد مستطاع لتحرير المخطوفين في ظل المخاطرة بحياة الساعين لإنقاذهم؛ لكن إنهاء الحرب بينما لا تزال حماس في الحكم في غزة – هو مطلب تهكمي من شأنه أن يضع استمرار وجود الدولة أمام علامة استفهام.
يجب فحص كل اقتراح يطرح على جدول الأعمال. ستكون ضرورة لدفع أثمان باهظة اذا لم تصل الخطوة العسكرية الى المخطوفين، لكن انهاء المعركة اليوم هو اعتراف إسرائيلي بالهزيمة، مع أن الميل في الميدان معاكس. من يعتقد انه بعد بضع سنوات، في ذات يوم صاف، حين "يسمح لنا" بالعمل ضد هذه المنظمة الاجرامية، سننهض ونسحقها – يوهم نفسه.

لا ترفضوا أفكار بايدن
قبل سبع سنوات نشر الباحث والمفكر الهام د. ميخا غوتمان كتابه "مصيدة 67"، عن صعوبة الوصول الى حل إسرائيلي – فلسطيني. انتاجه الأساس: اليسار يؤيد تقسيم البلاد ليضمن فيها اغلبية يهودية وحكماً ديمقراطياً، لكنه ليس لديه جواب جيد لضمان الأمن. اما اليمين، الذي يعارض تقسيم البلاد، يمنح بذلك جواباً جيداً للأمن، لكن ليس لديه جواب جيد على المسألة الديمغرافية. وقد اقترح في هذه المرحلة "تقليص النزاع"، وبدلاً من الخصام على كل شيء – الوصول الى توافقات في مواضيع مختلفة، وعدم منع أي حل سياسي قد يأتي في المستقبل، وتأجيل القرارات السياسية الحاسمة الى وقت لاحق اكثر.
بين دروس 7 أكتوبر، أعتقد أنه يمكن الاتفاق بأن ليس لليمين حل أمني مناسب. لا تقليص النزاع، لا انكماش النزاع وبالتأكيد لا إدارة النزاع. "سيد أمن" لم يعد سيد أمن، والابتكار المذهل في أنه يمكن عمل "السلام مقابل السلام" دون دفع أي ثمن – انهار. يتبين أن مناحيم بيغن لم يخطئ عندما تنازل عن كل سيناء كي يحقق السلام مع مصر.
طريق اليمين هو محاولة دحر المسألة الفلسطينية الى الزاوية. قوله ان ليس النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني هو قلب النزاع بل رفض العالم العربي التسليم بوجود إسرائيل، تفجر في وجهنا. منذ بداية الهجرات الصهيونية الى بلاد إسرائيل كانت مشكلتنا الأساسية هي تحدي العيش في هذه البلاد الى جانب العرب، وحل الدولة الفلسطينية (بعد أن رفض اليمين الخيار الأردني) هو الوحيد المتبقي لمن هو معني بإسرائيل ديمقراطية ويهودية. اذا كان عدم الحل لدى اليمين يوجد منذ سنوات جيل، واثبت فشله المرة تلو الأخرى – فان حل الدولتين لم يجرب أبداً.
يكاد الرئيس بايدن يكرر في كل يوم اقتراحه لتحقيق هذا الحل. فهو يتحدث عن دولة فلسطينية مجردة من السلاح وعن تطبيع مع العالم العربي، فيما تدحر حماس الى الخارج. وهو يفعل ذلك، بينما تتعاظم مشاعر العداء بين الطرفين، لكن في هذه اللحظات بالذات، بعد مواجهات قاسية، تعقد الشعوب التسويات. وبدلاً من فحص خطة بايدن بجديّة -وان كان فقط لوقوفه الذي لا هوادة فيه الى جانبنا في الأشهر الأخيرة والمساعدة التي تقدمها ادارته، سواء في المستوى العسكري ام في المستوى السياسي – فإن نتنياهو يجعل معارضته للدولة الفلسطينية شعاره للانتخابات القادمة.
من سمح بتعزيز قوة "حماس" ويفهم مساهمته الكبرى في واقع حياتنا منذ أكتوبر، يجمل به أن يعد حتى عشرة قبل أن يرفض حلاً سياسياً يعرضه علينا افضل أصدقائنا.


 عن إسرائيل اليوم
 

 

Loading...