بقلم: محمد أمين المصري
جملة بليغة ذكرها الوزير الفلسطينى السابق نبيل عمرو «موشيه ديان وزير الحرب الإسرائيلى بلغت به النشوة بعد حرب ١٩٦٧ واحتلال سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية قال إنه ينتظر بجانب التليفون ليسمع استسلام عبدالناصر..أما المقاومة الفلسطينية فقد أصبحت كالبيضة فى يدى أسحقها وقتما أشاء»..انتهى كلام عمرو ولكننا نأتى إلى الوزير الإسرائيلى المغرور الذى شبه بكى بعد سماع انطلاق حرب أكتوبر المجيدة وعبور الجيش المصرى للقناة متحديا قنابل النابالم واقتحم خط بارليف..الجيش المصرى لم يأبه بكل دعايات الإسرائيليين بعد النكسة وتعامل مع الأمر على أنه «حرب تقرير المصير»، وانتصر فى النهاية ليكتب رواية لم يصنعها التاريخ بعد وصعب المقارنة بأى أمر آخر. وهو نفسه المغرور ديان الذى لم يستطع أن يسحق المقاومة الفلسطينية ولا كل من خلفه فى القيادة العسكرية، ويكفى مقولة إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلى والقيادى العسكرى ربما الأبرز بعد ديان «أتمنى لو يبتلع البحر غزة كلها» فى إشارة بالغة على صعوبة حكم قطاع غزة بكل ما فيه من مقاومة شرسة وعمليات قتالية كل يوم ضد الجيش الإسرائيلى المحتل.
كلام رابين ينطبق أيضا على مقاومة أهل الضفة الغربية فى الانتفاضة الأولى التى أعقبها توقيع اتفاق أوسلو، الذى ظن الإسرائيليون أنه سيكون نهاية للمقاومة، ولكنه لم يمنعها فجاءت انتفاضة الأقصى بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية فى سبتمبر ٢٠٠٠ بين الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى وقتذاك إيهود باراك برعاية الرئيس الأمريكى بيل كلينتون الذى انتظر حصوله على جائزة نوبل للسلام ولم يوفقه الحظ لأنه أخفق فى اتباع مبدأ العدل فى كامب ديفيد فمال للمواقف الإسرائيلية على حساب قضايا الحل النهائى وهى القدس والحدود واللاجئون والدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس الشرقية، حتى حاول الثلاثة لاحقا (عرفات وباراك وكلينتون) تعديل مسار المفاوضات فى محادثات طابا، إلا أنها فشلت أيضا على صخرة العناد الإسرائيلى وعدم التجاوب العادل مع الحقوق الفلسطينية التى لا فصال فيها. عودة إلى البداية..المغرور نيتانياهو صعد الشجرة مصرا على سحق المقاومة، وها هو يظل فوقها ينتظر الحل، ولكن المقاومة تستمر لترسم نهايته المأساوية.
عن الأهرام