مقالات مختارة

ما بعد لاهاي

بقلم: أسرة تحرير هآرتس

ردت محكمة العدل الدولية في لاهاي، أول من أمس، طلب جنوب إفريقيا إصدار أمر بوقف القتال في القطاع بدعوى الإبادة الجماعية، واكتفت بإصدار بضعة أوامر احترازية تلزم إسرائيل بمنع الإبادة الجماعية. ورغم ذلك محظور التقليل من خطورة الوضع وتجاهل موافقة المحكمة على فحص الادعاء بالإبادة الجماعية.
الحكومة، الكنيست، رئيس الدولة، الجيش والجمهور في إسرائيل يجب أن يروا بقرار المحكمة تحذيرا خطيرا وان ينفذوا القرار.
الأوامر الاحترازية تلزم إسرائيل باتخاذ كل الوسائل التي لديها كي تمنع الإبادة الجماعية، قتل المدنيين، إلحاق ضرر ومنع الولادة. كما تفرض الأوامر على إسرائيل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما أمرت المحكمة إسرائيل بمعاقبة المحرضين على الإبادة الجماعية. لم تشكك المحكمة في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكن في الوقت نفسه وصفت مسا خطيرا بالمدنيين في أن على إسرائيل أن تمتنع عنه بكل الوسائل التي تحت تصرفها. هذا يعني أن على إسرائيل أن تتشدد في الالتزام بأحكام القتال، أن تبذل جهدا مضاعفا لتقليص المس بالمدنيين وتحرص على أن تصل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
إن الوهن الذي أبدته المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا والنائب العام للدولة عميت ايسمان في معالجتهما للتصريحات التحريضية والخطيرة الكثيرة على لسان رئيس الدولة، رئيس الوزراء، وزراء، نواب وشخصيات عامة، جبى ثمنا باهظا. الدعوى ضد إسرائيل استندت إلى جملة تصريحاتهم كي تستخلص منها ومن حقيقة أن جهاز القضاء لم يعاقب المحرضين، النية للإبادة الجماعية.
لقد ذكرت المحكمة في قرارها بيان بهرب ميارا، قبل بضعة أيام من المداولات في الالتماس بأنها بدأت العمل ضد أقوال تحريضية لمسؤولين كبار. على بهرب ميارا أن تواظب في هذا الخط وان تعاقب المحرضين. إن اختيار المحكمة اقتباس رئيس الدولة اسحق هرتسوغ، وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الخارجية إسرائيل كاتس يدل على أن المحكمة تنظر بعين الخطورة الشديدة إلى أقوال قيادة الدولة، وغير مستعدة لأن تتصرف مثلما يتصرفون في إسرائيل: إسقاط الوصمة الأخلاقية فقط على نسيم فتوري، على تالي غوتليف وعلى أمثالهما، وصرف النظر عن انهما ظاهرا لا يمثلان سياسة إسرائيل. إن على قيادة إسرائيل كلها أن تغير الشكل الذي تتحدث فيه، وإذا لم تفعل هذا – فإن على المستشارة القانونية أن تتعامل معهم بيد من حديد. لكن فضلا عن الإقوال من المهم أكثر عمل كل ما هو ممكن لأجل تقليص المس بالمدنيين والسماح بظروف معيشة معقولة في القطاع. ليس فقط بسبب الخوف من لاهاي بل أساسا لأجل الحفاظ على الطابع الإنساني.


عن هآرتس

 

Loading...