حتى صورة النصر لم تعد ممكنة

 

ظهر بقوة خلال الحرب الراهنة على غزة وامتداداتها في أكثر من مكان مصطلح "البحث عن صورة نصر"

وهذا المصطلح هو ابتكار لغوي يرادف مصطلح حفظ ماء الوجه، لمن يقدم على مجازفة ويفشل في تحقيق أهدافه منها.

صورة النصر التي سعى إليها الإسرائيليون بعد زلزال السابع من أكتوبر، تتجسد في أن يحققوا نتائج ولو مظهرية يسوقون بها فعلتهم بانتصار استحق هذا الكم والنوع الهائل من الخسائر.

حتى هذه الصورة، لم تعد ممكنة بعد المغالاة في الثقة والتبجح بضمان تحقيق الأهداف حد القول أنهم قريبون من الانتصار المطلق والمطلق يعني أن يسوقوا قادة حماس وخصوصاً المحاربين منهم إلى المعتقلات والمحاكمات والإهانات، وأن يحرروا جميع المحتجزين دون أن تسيل من أجسادهم قطرة دم وأن يسيطروا على غزة كلها وجعلها هادئة إلى الأبد.

كان نتنياهو.. هو المتحدث المتكرر بهذه اللغة، من اليوم الأول حتى يومنا هذا، وكلما مُنِيَ بهزيمة تكتيكية، يصّعد من لغة التبجح والانتصار المطلق.

ولسوء حظه وهو المسؤول عن ذلك، أن لا نصر مطلق ولا حتى نسبي ولا حتى صورة نصر يتباهى بها أمام جمهوره المتقلص، بل نهاية حتمية بالسقوط، يحاول تأجيلها بإراقة المزيد من الدم.

Loading...