قرارات احترازية غربية ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا

 

رواية إسرائيلية ملفقة بأن 12 موظفاً في منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ساعدوا حماس في السابع من أكتوبر، دفعت أمريكا ومعها عدد لا بأس به من الدول الغربية إلى اتخاذ إجراءات احترازية ضد المنظمة الدولية، بينما رفضت هذه الدول قرارات احترازية أصدرتها محكمة دولية استناداً لقرائن ودلائل على أن أكثر من 12 مسؤولاً ووزيراً إسرائيلياً بما فيهم رئيس الدولة ورئيس الوزراء، صرحوا علناً نيتهم إنفاذ إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وأن أكثر من مئة ألف ضابط وجندي إسرائيلي وبعض مئات من المرتزقة تابعين للدول الغربية نفسها، يمارسون الإبادة الجماعية قولاً وفعلاً ضد سكان قطاع غزة.

الحقيقة أن دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، تعمل منذ زمن بعيد على تحقيق رغبات إسرائيل في إنهاء قضية المخيمات كدليل على وجود لاجئين فلسطينيين يجب حل مشكلتهم حسب قرار الأمم المتحدة 194، وقد تجلّى ذلك في مذبحة صبرا وشاتيلا،  ثم مخيم جنين، وتلاه مخيمات شمال لبنان نهر البارد والبدّاوي، تبعها تفريغ مخيمات سوريا بدءً من اليرموك وصولا إلى النيرب، وأخيراً وليس آخراً ما تتعرض له كل مخيمات الضفة الغربية من هجمات ممنهجة وتدمير للبنى التحتية، مضافاً إليه تهجير كل سكان مخيمات قطاع غزة وتدمير مبانيها وكل بناها التحتية،  كي لا تعود قابلة للسكن.

وبما أن إسرائيل ومنذ نشأت الحركة الصهيونية تعتمد التخطيط للمستقبل المتوسط والبعيد، فقد عدّلت في ديسمبر الماضي من خططها بخصوص منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) واضعة خطة جديدة من ثلاث مراحل حسب صحيفة تايم اوف إسرائيل باللغة الانجليزية على النحو التالي:

أولا:- تقديم مزاعم حول علاقة وطيدة بين حماس وأذرع الأونروا في غزة، ما يستدعي وقفاً فورياً للتمويل، وهو ما حصل من قبل الولايات المتحدة ودول غربية تدور في فلكها.

ثانيا:- نقل الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث من تعليم وصحة وإغاثة إلى مؤسسة دولية أخرى كمرحلة انتقالية.

ثالثا:- تسليم الخدمات الواردة سالفاً إلى الإدارة المقترحة في قطاع غزة كخطوة أولى وتجريبية تطبق لاحقاً في الضفة الغربية.

تهدف هذه الخطة القديمة الجديدة إضافة إلى كل ما سبق إلى تحقيق الهدف النهائي المتمثل في:-

  1. إنهاء مفهوم اللاجئ الفلسطيني الذي يعتبر بقاءه استمراراً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
  2.  حصر صفة اللاجئ في الفلسطينيين من سكان المخيمات والذين ولدوا قبل قيام دولة إسرائيل، ما يعني نزع هذه الصفة عن أبنائهم واحفادهم.
  3.  توطين أبناء وأحفاد اللاجئين الأحياء والأموات حسب التوصيف في النقطة الثانية في الدول التي يعيشون فيها أو في دول أخرى تقبلهم.
  4.  تصفية القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية شعب إلى قضية حقوق مدنية لمجموعة سكانية في الضفة الغربية.
  5.  خلق نكبة جديدة في قطاع غزة يستغرق البحث عن حلول لها 75 عاماً أخرى، وهذا ما ورد على لسان أكثر من مسؤول إسرائيلي (يجب خلق نكبة جديدة للفلسطينيين أقسى من نكبة 48).

عطفاً على كل ما سلف أعتقد أن على القيادة الفلسطينية أولا ومن كل أحرار الأمة والعالم  وقبل فوات الأوان، وضع خطة مضادة تفضي إلى انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة البرنامج الوطني الفلسطيني الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، كونها  الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، مما سيسهل مهمة إنقاذ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتجنيد الدول الصديقة لاستخدام كل الوسائل المتاحة والداعمة لمنع تفكيكها بما في ذلك استخدام حق النقض في مجلس الامن في حال طرح موضوع إنهائها في المجلس أو الجمعية العامة وتزويدها بعوامل البقاء وعلى رأسها توفير المال اللازم لاستمرار عملها.

 

Loading...