بقلم: ناحوم برنياع
كان ايرب "سكوتر" ليبي رئيس طاقم ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة في عهد بوش الابن.
تشيني كان نائب رئيس عظيم النفوذ، وكان ليبي يده اليمنى. كما أنه كان صديقاً مهماً لإسرائيل، مقدراً وناجعاً، لكن ليس لهذا السبب أجرّ اسمه إلى هذا المقال.
في أثناء الاجتياح الأميركي للعراق دار جدال مرير عن القدرات العسكرية لصدام حسين. ليبي وزملاؤه ادعوا أن لدى صدام سلاح دمار شامل. كان هذا هو التعليل الأساس الذي استخدموه كي يبرروا الاجتياح.
جوزيف ولسون، سفير سابق نشر في الصحافة مقالاً دحض فيه ادعاءهم. فقرر مسؤولو البيت الأبيض الثأر منه عبر زوجته.
فقد سربوا إلى الصحافيين اسمها فيلري فلايم. كانت فلايم عميلة سرية لـ سي.اي.ايه تعمل تحت غطاء. وعرض كشفها حياتها للخطر وقطع قبل الأوان حياتها المهنية. في أميركا، مثلما في إسرائيل، يعد كشف هوية العملاء مخالفة جنائية.
اضطر ليبي للاستقالة من كل مناصبه في البيت الأبيض، قدم إلى المحاكمة، أدين وسجن ثلاثين شهراً. كما أن رخصته للمحاماة ألغيت. في نهاية مسيرة طويلة نال العفو بفضل علاقاته السياسية لكن حياته المهنية في خدمة الدولة انتهت إلى الأبد.
التشبيه هو فيكتور ليبي؛ أما المشبهة – فهي تالي غوتليف. النائبة من الليكود نشرت التفاصيل الشخصية لعميل الشاباك. وكان الهدف الثأر من زوجته، البروفسورة وامرأة الاحتجاج شيكما براسلر.
نشرت غوتليف قصة عن لقاء زعمت أنه جرى بين رجل الشاباك والسنوار، عشية 7 أكتوبر.
وأوضح رئيس الشاباك أن هذه كذبة، وأوضح رئيس الموساد أن ادعاء آخر لها أيضاً بأنه التقى براسلر كذب هو الآخر.
وانضم نتنياهو، الوزير المسؤول عن الجهازين إلى النفيين بصوت واهن، مع تدوير للعيون. المصدر الذي اعتمدت عليه غوتليف كشف النقاب عنه موقع "بيك ريبورتر" (مخبر زائف) كرجل متخف في الإنترنت في شخصية امرأة تحمل اسماً ملوناً "عدنا كرنفال" معجبة متحمسة لغوتليف.
سخيف؟ بالتأكيد. من السهل أن نصف السيدة كنكتة تسير على قدمين، كشذوذ للمقاييس، كمادة هزلية.
لشدة الأسف هذا خطأ. في الواقع الذي يسود هنا في السنة الأخيرة غوتليف هي المقياس، هي الكنيست، هي الحكومة، هي المعيار السائد. أما الآخرون فهم الشذوذ.
لا يوجد فرق حقيقي بين الحريات التي تأخذها لنفسها وبين الحريات التي يأخذها لنفسه وزير الاتصالات شلومو كرعي، وزيرة المواصلات ميري ريغف، وزير العدل يريف لفين، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وزيرة المستوطنين أوريت ستروك، وزير الذرة دافيد إمسلم وزملاؤهم.
كل واحد منهم يسيء استخدام الصلاحيات التي ليست له، ويفعل هذا علناً، من خشبة القفز.
الحرب في غزة لم تغير شيئاً. فلا معنى لا للحقائق، لا للمصلحة العامة ولا للقانون.
أمس انعقد في مباني الأمة في القدس مؤتمر يدعو للعودة إلى الاستيطان في قطاع غزة. على السؤال ما سيحصل لمليوني نسمة فأكثر يعيشون هناك اليوم، معظمهم في الخيام، كان للجمهور جواب جاهز. بن غفير خطب والجمهور ردد وراءه "ترحيل".
هؤلاء أناس سيئون. نحن نخدع أنفسنا عندما نفترض أنه يوجد من خلف كل الفضائح التي يثيرونها تفكير عقلاني، مؤامرة ظلماء يوجد في منتهاها مقابل، شرف، قوة أو مال. أحياناً يكون هذا مجرد شر.
كان يمكن أن نتوقع أنه في أعقاب المخالفة الأمنية التي ارتكبتها غوتليف ظاهراً سيجري الليكود لها استماعاً بنية إخراجها من لجنة الخارجية والأمن.
هذا لم يحصل ولن يحصل. لا عندما يدور الحديث عن نمط سلوك. ولا عندما يدور الحديث عن شيكما براسلر، عدوة القاعدة.
فكروا للحظة في الهوة التي تفغر فاها بين نوعين من الشخصيات العامة يمثلان في هذه اللحظة دولة إسرائيل.
أمس، في باريس، مثّل الدولة في الموضوع الأكثر أهمية وشحناً رئيس الموساد دادي برنياع، رئيس الشاباك رونين بار واللواء المسؤول عن مسألة المخطوفين نيسان ألون: عصبة نوعية، هي أفضل الموجود.
نتنياهو بعث بهم. ولكن في نظر العصبة التي تعطي النبرة في الليكود فإن برنياع يرتبط بالخونة، بار عميل حماس وألون يساري متطرف.
كلهم أعداء الشعب. هم يشهر بهم ليس فقط في تغريدات سامة للوزراء بل وأيضاً في النبرة السائدة لدى رئيس الوزراء في البيت، الأقرب إلى أذنه.
من يمثل الحكم في إسرائيل، هؤلاء أو أولئك؟ دولة أو عصابة، هذا هو السؤال.
عن يديعوت أحرونوت