نتنياهو يكابر ويواصل تغطية الشمس بغربال.
وأمريكا تواظب على انقاذ إسرائيل من ورطتها وتسعى لصفقة التبادل.
ومصر وقطر تواصلان الوساطة من موقع الحاجة لوقف نزيف الدم والدمار في غزة.
ومحكمة العدل الدولية تراقب سلوك إسرائيل المتهمة وتنتظر منها تقريراً حول ما فعلت كاستجابة لطلبات المحكمة القريبة من أن تكون قرارات.
هذه هي صورة الوضع الآن، والسباق المحموم بين آلة القتل والتدمير الإسرائيلية، وجهود وقف النار، ما يزال مستمراً بل ومتصاعداً، وقرار نتنياهو بعد اليأس من تحرير المحتجزين بالقوة، أن يواصل وضع العصي في دواليب الوساطة الثلاثية، لعل معجزة تحدث توفر له صورة النصر التي يتمناها بينما الواقع على الأرض يقول.. أنها تبتعد.
الفلسطينيون والعرب والعالم، يريدون وقف إطلاق النار اليوم قبل الغد، ويريدون رؤية أهل غزة وقد أخذوا إجازة من الموت لأطول مدة ممكنة، ويريدون كسر السيوف الحديدية بمنعها من تحقيق أهدافها، بالمقاومة العنيدة، والمرونة المدروسة التي تمنع تحقيق السيوف لأهدافها.
لا مفر أمام نتنياهو من الإذعان للصفقة التي يجري تصميمها في باريس، فهو واقع بين شقي الرحا، الضغط الأمريكي الذي يسعى لإنقاذ إسرائيل من غلواء نتنياهو، وضغط ذوي المحتجزين الذين يتنامى تأثيرهم باضطراد ليؤثروا بصورة تكاد تكون حاسمة على مستوى الرأي العام باتجاه وقف الحرب، وفوق شقي الرحا هنالك الخسائر الفادحة التي تدفعها إسرائيل على كل المستويات من الصورة الى الرواية الى الخسائر البشرية والاقتصادية والمعنوية.
المرجح أن تتم الصفقة وفق المراحل التي يجري التفاوض حولها، وأملنا أن تتم وأن تتكلل الجهود الملحة بالنجاح.
فإن تمت فهنيئا لأهل غزة مغادرة حمام الدم لأشهر ثمينة وربما نهائية، وإن لم تتم فليست غزة وحدها من يخسر.