اهتم العالم كثيراً بتصريحات وزيري خارجية بريطانيا وأمريكا التي فُهم منها أن هنالك استعداداً لدى الدولتين لدراسة إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الدولتان.. بريطانيا العظمى صاحبة وعد بلفور الذي وضع البنية التحتية السياسية لقيام دولة إسرائيل.
وأمريكا صاحبة الدور المركزي في الحفاظ على دولة بلفور ومنع ولادة دولة فلسطينية.
هاتان الدولتان تتحدثان بلغة جديدة إلى حدٍ ما، تختلف عن لغة "حل الدولتين" الذي وُضع فيما يبدو لتفادي الحديث المباشر عن الدولة الفلسطينية!
أهمية تصريحات الدولتين الأكثر رعاية للاحتلال الإسرائيلي، أنها تنطوي على جديدٍ في اللغة، ولكي لا نبدو كمن يضع العصي مسبقاً في الدواليب، فعلينا أن نراقب بدقة ما الذي ستفعله هاتان الدولتان على صعيد الإجراءات وليس على صعيد الوعود والتخديرات.
إذا كانتا جديتان فيما تقولان، فالطريق واضحٌ لبلوغ الهدف، يبدأ بالاعتراف الصريح أولاً بدولة فلسطينية يقررها مجلس الأمن ويمنحها العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحتى هذا لا يكفي إذ لابد من اقترانه بحتمية الانسحاب الإسرائيلي من أراضي الدولة الفلسطينية.
أمّا إذا ارتبطت المواقف بالحصول على إذن من إسرائيل لمجرد البدء في مفاوضات ماراثونية حولها، فسنعود إلى الدوامة من جديد ليصبح الحديث البريطاني والأمريكي عن الدولة الفلسطينية كالحديث عن حل الدولتين الذي مرّت عليه سنوات دون أن يُعمل من أجله أي شيء.