ماذا ننتظر؟

خياراتنا اليوم شبه مستحيلة. فمن يستغرق النظر في مأساتنا قد يظن أنها النهاية دون أن ينتبه أن هناك الغد، وفيه احتمالات أخرى تحتم علينا أن نمعن التفكير فيها، ونجمع لها كل أسباب القوة لتعبر بنا إلى الضفة الأخرى دون أن نغرق.

هناك تحولات كبرى تجري في العالم (هكذا يجب أن نراها) الملايين التي خرجت دون كلل من أجل حريتنا، مواقف المؤسسات الدولية، وكذلك الدول الفاعلة وصلت إلى نقطة تقول إن الحل هو حل سياسي ومن حق الفلسطيني أن تكون له دولة.

هناك منا من يقول.. لقد جربنا هذا سابقاً، ولم نصل إلى نتيجة، صحيح لكن هذا لا يمنع أن نكرر المحاولة مرةً ومرات، من أجل الهدف الذي يتطلع له شعبنا، فالعلة كانت في الطريق، ولم تكن في الهدف.

التحولات الحاصلة قد تحوّل المناسبة المأساوية التي نعيشها هذه الأيام. إلى فرصة يجب التقاطها بيد قوية وعزم، وحساب ينطلق من هول التضحيات التي يقدمها شعبنا لا لتذهب هدراً..

نعم هناك من عباد الله من إذا أرادوا أراد، وهنا أقصد كل القيادات الفلسطينية التي يجب أن توجد الصيغ لتوحيد الموقف الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وليكن هذا الموقف واضح الهدف نابعاً من حساب الوقائع المتعلقة بمصالح شعبنا وقضيته، وبعيداً عن الفلكلور السياسي الفلسطيني، الذي ينشغل في الاستعارات عن أي وسائل النضال التي يجب أن نتبناها لنكتبها في بياناتنا، بينما وعلى الأرض يخوض شعبنا كل أشكال النضال بما هو أبلغ من أي نص مكتوب.

الهدف دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 67. يعلن ذلك الجميع بما فيها حماس حتى لو تأخر التحاقها بمنظمة التحرير الفلسطينية

ويكون هذا جزءً من خارطة طريق.. نشكل في بدايتها وبإتفاق أطراف العمل الفلسطيني حكومة وفاق وطني يقبلها العالم لتكون قادرة على مواجهة مسؤولياتها الثقيلة من ناحية إعادة بعث الحياة في غزة وإعادة إعمارها في سياق عملية سياسية بسقف زمني وخطوات محددة لنصل إلى الحرية وبناء الدولة

خارطة طريق يكون فيها اتفاقاً مبرماً بيننا كفلسطينيين للعودة للشعب الفلسطيني في انتخابات رئاسية وتشريعية يشارك فيها الجميع لتجديد نظامنا السياسي وحمايته بشرعية أصوات الملايين.. لأنه سيكون والحال كذلك القادر على مواجهة التحديات، هذه الخطوة ستمنع أي طرف خارجي من التدخل ببنية نظامنا السياسي.  وستوقف أيضا أي تعيين قد لا ينال رضى الناس وهم يرون أنهم غير قادرين على المشاركة والاختيار.

ماذا ننتظر، قد تسقط الثمرة وقد أصابها العفن، ونحن نقلّب الأمور في رأسنا الطريق واضح، ونحن من يجب أن نبادر.. ونخرج لكل العالم بما نريد.. وما يجب أن نعدل من أمورنا الداخلية التي لاحظ حتى الأشقاء أن هناك ما يجب تعديله وتغييره، من أداء أو تحالفات يمكنها فقط أن تعزلنا عن عالم نحن بحاجته. فليكن بيدنا نحن.

لا وقت لنا للتأخر، يجب أن نسابق الزمن ونقطع الجسر حتى لو كان مشتعلاً.

Loading...