بقلم: يوسي بيلين
بزعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو لا يحتاج للتظاهرات كي يعرف ضائقة عائلات المخطوفين. فتظاهراتها تضر القضية فقط، تعرض ضعف إسرائيل، وتفرض المصاعب على المفاوضات مع الحيوانات البشرية. بزعمه، التظاهرات ضد محاولة الانقلاب النظامي شحنت حماس بالوقود، ودفعتها لأن تؤمن بأن المجتمع الإسرائيلي ضعيف وهش. شيء واحد فقط لم يؤثر أبداً على ما يبدو على الاطلاق على منظمة الارهاب هذه، مئات الملايين التي سمح هو بتمريرها من قطر الى غزة.
معظم الحقائق لم تقل
بعد أن شجب نتنياهو قطر في حديثه المسرب مع عائلات المخطوفين، ثار خلاف بين من قالوا انه اضر، تجاه جهة يحتاجها لغرض الوساطة مع حماس، وبين من قالوا ان كل ما قاله عن الامارة الصغيرة هذه هو حقيقة، وان الحقيقة يجب أن تقال.
اذن صحيح انه يجب إبعاد من يكذب لكن لا توجد أي حكمة في أن يقال لأحد ما انه بشع، حتى لو كان هذا صحيحاً. ولا سيما اذا كان يفترض به ان يساعدنا في شيء ما. ان تهجم نتنياهو على قطر، عندما تكون هذه تساعد في الوساطة من اجل تحرير المخطوفين ودون صلة بمسألة اذا كانت توجد حقيقة في ما قاله او لم يقله، كان فعلا غير مسؤول.
أين الراشد المسؤول؟
حيال فرحة «النصر» المجنونة في مباني الأمة هذا الأسبوع، حيال الخطباء الذين لم يعبر بعضهم ابدا غرفة التجنيد، حيال مربي الابقار الحمراء لأجل تطهير جبل البيت بواسطة رمادها، حيال جالبي الجديان الى جبل البيت للتضحية بهم كقربان في الهيكل، حيال منشئي الجمعيات من أجل التملص من الخدمة العسكرية، حيال طالبي العودة للاستيطان في المكان الأكثر اكتظاظا في العالم، لطرد سكانه منه وتعزيز الاتهامات ضدنا في لاهاي (ترحيل طوعي، بالطبع، وربما حتى بناء على طلب المطرودين ) – كان ينبغي ان يقف مدير الشؤون ويصرخ: «أيها المجانين، انزلوا عن السطح». لكن من اصبح ظل نفسه وليس مستعداً لأن يتخلى عن أي إصبع برلماني، يفضل الصمت.
بانتظار توفالو
في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة في 2021 خطب وزير خارجية توفالو، بينما اقدامه الحافية في الماء كي يجسد الخطر المهدد على بلاده الصغيرة. فهي توجد على ارتفاع خمسة سنتمترات فوق سطح البحر والاحتباس الحراري من شأنه ببساطة ان يغرقها. الحدث غير العادي دفع الكثيرين لان يبحثوا عن هذه الدولة في خريطة العالم وكان هناك من وجدها.
في الانتخابات التي اجريت قبل أسبوع في توفالو اسقط رئيس الوزراء المنصرف من البرلمان، ومن سيحل محله يسعى لأن يعيد فحص العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع تايوان، بخلاف رأي سلفه. 14 دولة فقط في العالم ومنها توفالو تعترف بتايوان، والصين تخرج عن طورها كي تدير هذه الجماعة الصغيرة أيضا الظهر للدولة الديمقراطية والمتطورة وتؤيد الدكتاتورية الصينية التي تسمى الجمهورية الشعبية.
توفالو توجد في جنوب المحيط الهادئ، تقع على تسع جزر، مساحتها العامة تصل الى 26 كيلو متر مربع (نصف مساحة تل ابيب بالضبط)، ويسكن فيها نحو 11.204 نسمة. في الانتخابات شارك نحو 6 الاف منهم وانتخب 16 مندوباً، هو البرلمان التوفالي. هو ينتخب الحكومة ورئيس الوزراء وليس فيه أحزاب. كل المنتخبين هم مستقلون.
على كل صداع الرئيس بايدن أضيفت نتائج الانتخابات في توفالو. الصين ستفعل كل ما في وسعها كي تضم الدولة الصغيرة الى المعسكر التهكمي الذي يفضل الجبار الصيني البري، بينما الولايات المتحدة، استراليا ودول أخرى ستحاول اقناع الزعيم التالي لمواصلة العلاقات الدبلوماسية مع تايوان. الاغراء الأكبر الذي يمكن لأستراليا ان تعرضه على توفالو هو استيعاب مواطنيها، في حالة اختفاء الخمسة سنتمترات الأخيرة التي تفصل بين توفالو وبين البحر. ليته يكون بوسعنا ان نقول لبايدن باننا سنحل عنه مشاكله وانه محرر من الانشغال بمشاكل المحيط الهادئ.
عن إسرائيل اليوم