برقية غير مباشرة إلى جندي

 

 

زجاجة الدم، بسائلها الأسود، ما جعلك مخمورا أيها الجنديّ!

وينفجر ثانية، قلبُ الطفلِ مثل حبّة البرقوق، من مشط رّصاصك الخارق!    وأسأل: قتل البريء. كيف هو الشعور؟

***

آلهتكم، أو الربّ الذي يقهقه، ويغضب، ويصارع جنوده، ويفرّق بين الناس.. لا يعشق أحداً.. يريدهم عبيداً في ساحاته.

***

هزَمْتَني سابقاً.. والآن؛ لعبة جديدة.. ومختلفة.

***

لقد أخرجتم الوحشَ، من خلفِ قمصانكم، ربّما ينهشنا، لكنه سيأكلكم..

***

أيها القتلة!

ستخلعون الشوكَ، الذي غرزتموه في أقدامنا، بأسنانكم.

*** 

قمتم بأعمال متعرّقة وسرّية، في غرفة نَوْمي، وهي لي، وليست لكم!

وهناك، بعيداً، فراشَكم الذي ينبغي النَّوم عليه.. فاذهبوا إلى الكوابيس.

***  

الطفلة الباكية "إسرائيل"؛ هي ذاتها الساحرةُ الشرّيرة!

خدعت العالَم.. لكن قُبْحها الناتئ هشّمَ المرايا.

***

هذه"الدولة "العَفِنة، دَنّسَت الدنيا!

***

أيها العالَمُ الغابة! ستغرقُ بالأسف.

***

لقد أخرجتم الوحشَ، من خلف قمصانكم، ربّما ينهشنا،

 لكنه سيأكلكم..

***

 الغفران قيمة إنسانية نبيلة-لا تعرفها-،

لكنّ الحرية أكثر نبلاً وأولويّة.

***

لا بدّ أن أقولها: اذهبْ إلى الجحيم.

***  

أرِني أيها الجندي: مَن الذي ارتعشت يداه؟

***

لا ينبغي لأحد أن يستسيغ طعمَ المعدن في فمه!

إنها ماسورة البندقية القاتلة!

***

.. وما زالوا يتفوّهون بكثيرٍ من الترّهات عن السلام؟!

***

ستلتئم الجراح، وتنبتُ الوردةُ من غصن الحريق..

أمّا الشهداء؛ فقد ذهبوا حيث لا ألم ولا تفكير.. وربما

استيقظوا في الهواء، قبل أن يرتطموا بالرصيف.

سنجعل أسماءهم مثل الموسيقى، أو أنشودة بيضاء،

 ونعطيها للمدائن التي سنقيمها، ثانيةً..

لتشتعل الشّفاهُ بالحَبق.

***

غزّةُ آلهةُ البأس! ولا يمكن هزيمة الآلهة.

***

المُلثّمُ مليء بالمفاجآت! وغداً العيد الكبير..

***

الحديد يصرخ! والسلاح ينبح.. في كل البلاد، ولهذا؛

 يبدو الجنونُ، جيداً، الآن..

***

سنغيّر الكلمات، في هذه البلاد..

***

الموت هو الطريقُ إلى الرّهبة، وعندما يسقط الشهيد يصيح: لقد اكتَمَلْتُ، إنهم يحيطونني من كل صَوْبٍ وَجِهَة، ومهما كان الظلامُ المُسلّحُ شديداً، فإنَّ الفجر يقفُ له بالمرصاد، وها إنني قد وصلتُ إلى ذلك المكان المخبأ بين تجاويف الأنقاض، أو في شريان نفقٍ أقاموه في فؤاد الرّمل الساخن، فانظروا؛ أنا تلك الشجرة الخاصة التي نبتت من بذرتي الحمراء، وكل مَنْ يشرب من عصارتها سيعيش إلى الأبد. أنا شجرة الحياة والخلود، ولآدم وأبنائه شجرةُ المعرفة التي أخرجتهم من الجنّة. أنا الجنّة والبقاء إذا وصلتموني، ولكم اللّحد والدود واليباب إذا بقيتم تنتظرون "غودو "، الذي لن يجيء.

***

بعض القصص مخيفة.. وتُلْجِم الحكواتي!.

***

نعرضُ بضاعتنا الحمراء، لنشتري حريّتنا الملوّنة.

***

لن تدرك معنى الجحيم، حتى ترى أُمَّكَ في النار..

***

العواصفُ الفتيّة؛ تجعل سطحَ الماء الضحِل.. يثرثر.

***

النصر، يستحق الانتظار.

***

الموت مثل الحياة، تحت شروط الخطايا الاحتلالية.

***

اليد القويّة.. مغرورة، وستفقد أصابعها.

***

كائنٌ من ضبابٍ داكنٍ يُقرفص أمامي، ويشير عليّ أن أسير في الطريق التي ورائي.. فالتفتُّ؛ فوجدتُ بدايتها في السماء وأرصفتها على الأرض مقلوبة!

أُحاول أن أمشيها، فأجدني أمام مفترقٍ كبيرٍ متجهّم، نهاياتُه في السماء..

أعبره وأدخل، فإذا أنا أمام بحرٍ أحمر!

إنها دماء!

يعلو الماء ويتقدّم مني، ويلامس أقدامي فأنفضهما من لزوجةٍ أحاطت بهما.. فيجفل الدم، ويتراجع.. فينكشف تراب جاف، كان يحمل البحر الهارب،

أطأه وأتقدّم ماشياً.. فأتناثر كأني حبيباتٌ خفيفةٌ طائشةٌ في الهواء.

ولم يتبقّ منّي غير فمي.. هذا الذي ألجَمَتْهُ الرّهبة وجمّده الخوف

من الكابوس.. لكنّ طرقاتُ غزة من أرجوان الوريد. وهالةُ نجمها المُشِعّ من عروق ثوبنا. سنربّي الأشجارَ والجداول على حدودها، اللاتنتهي، ونعشق في طرقاتها النّحلَ والسنابل، ونفيض بالمجرّات والنبض، وننقش على مداخلها جداريةَ المجد،

 ونغنّي؛ غزة..غزة..غزة..

***

لغزّة قَدَرٌ واحد: النصر.

 

 

كلمات مفتاحية::
Loading...