نتنياهو: عين على مستقبله الشخصي، وعين على نهجه السياسي

 

لا يمكن أن يتخلى نتنياهو،  الذي اعتاد أن يفرض ما يريد وأن يؤكد عنجهيته ونظراته الاستعلائية والنظرة الدونية لكل من يتعامل معه، لا يمكن أن يتخلى عن ذلك، بل ازداد تطرفاً وارتباكاً خاصة بعد طوفان الأقصى، وبدأ يتفنن في إدارة الصراع بما يجعله يكسب الوقت ويماطل في إيجاد الحلول لينجو من مصيره السياسي بعد ثبوت تهم الفساد عليه، ليكون مصيره السجن ، لذلك لا تهمه النتائج التي تترتب على سياسته الاجرامية من تنفيذ الابادة الجماعية وتنفيذ المذابح الإجرامية  والامعان في سياسة التطهير العرقي، وبما يترتب على ذلك من قتل وتدمير واعتقال، وبما يؤكد من تجاوزه للقرارات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة وتعديه على المؤسسات الدولية  الإنسانية مثل الصليب الأحمر والأونروا والعفو الدولية، ما أدى إلى قصف مدارس الأونروا التي تأوي عشرات الألوف من النازحين، وتدمير المستشفيات وسيارات الإسعاف، ومنع هذه المؤسسات من إيصال المساعدات الغذائية والأدوية والمعدات الطبية والوقود الذي تعتمد عليه المستشفيات والمؤسسات وسيارات الاسعاف، وحاجة النازحين للأغطية والملابس لمواجهة فصل الشتاء القاسي .

إن طبيعة نتنياهو التي تعكس سياسة اليمين المتطرف الفاشي بدأت تبدو أكثر تطرفاً وارتباكاً بعد عملية  طوفان الأقصى التي فاجأته وأثبتت أن جيشه واستخباراته ليس كما كان يظن هو وكما كنا نظن نحن، فزاد في تطرفه وضاعف من حدة مواقفه وبدأ يوجه لخلط الأوراق واتباع سياسة الكذب والتزوير، فمرة يتهم المقاومة الفلسطينية بقطع رؤوس الأطفال وباغتصاب النساء وبقتل المدنيين العزل، ما أدى إلى اشغال الناس والهيئات الدولية عن عدوانه وارتكاب جيشه وطائراته ودباباته وطائراته المسيرة ومدفعيته المذابح وتدمير البيوت على ساكنيها، ما أدى إلى تدمير ما لا يقل عن 70 بالمائة من بيوت غزة وبنيتها التحتية وبالاقتحام اليومي لمدن وقرى ومخيمات الضفة الفلسطينية، بما يلحقها من اغتيال للشباب واعتقالاته اليومية وتدمير المنازل والبنية التحتية كذلك .

لقد أدرك الفلسطينيون أن أكثر من ربع قرن من المفاوضات معه ومع حكومات الاحتلال المتعاقبة لم تحقق شيئاً إلا مزيداً من الفتل والتدمير والاعتقال وبناء المستوطنات، فقد آن الأوان أن نرفض خطته التي ترفض وقف إطلاق النار وهو اصطلاح غير مقبول بل المطلوب وقف عدوان الاحتلال على غزة والضفة وتصر على الإبقاء على حكم غزة بأسلوب الاستعمار الإحلالي العسكري، وإصراره على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وغيرها خارج غزة وهذا توسع تدريجي يلحقه تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الاردن، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والأردنيون مهما كانت النتائج، ليسهل على الصهيونية، خاصة بعد سقوط البعض في فخ التطبيع، أن تبدأ بالتهام الدول المحيطة تنفيذاً لتعهد الصهيونية بتحقيق (شعار: أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) .

Loading...