بقلم: أسرة التحرير
بعد سبعة أيام من انضمامها إلى النادي المتضعضع للدول المتهمة بالإبادة الجماعية، أضيفت إسرائيل إلى قائمة الدول، مثل إيران وكوريا الشمالية التي أمر الرئيس الأميركي بتجميد مداخيلها ومنع دخول جزء من مواطنيها إلى بلاده.
بشكل رسمي صدر المرسوم الرئاسي ضد أربعة مستوطنين متطرفين، لكن الشروحات التي رافقته تستهدف مباشرة القيادة السياسية الأعلى. فالإدارة الأميركية تقضي لأول مرة، بشكل علني بأن عنف المستوطنين المتطرفين يهدد بشكل استثنائي الاستقرار في الشرق الأوسط ويمس بالأمن القومي وبالسياسة الخارجية الأميركية.
كان يمكن أن نتوقع من رئيس الوزراء أن يتناول باهتمام شديد الخطوة الرئاسية الشاذة ويعد بأن يتخذ بلا إبطاء إجراءات حازمة لكبح عنف المستوطنين المنفلتين. لكن بنيامين نتنياهو، كعادته، يفضل أن يكذب وأن يشكك بمصادر معلومات الرئيس الأميركي.
وكان مكتبه أعلن أن "إسرائيل تعمل ضد خارقي القانون في كل مكان وبالتالي لا مكان للإجراءات الشاذة في هذا الشأن".
منذ كارثة 7 أكتوبر يوجد عدد لا يحصى من أحداث عنف المستوطنين المسلحين الذين يمسون بفلاحي الأرض وبالرعاة الفلسطينيين.
سكان 16 تجمعاً فلسطينياً هجروا بيوتهم من رعب المستوطنين. في حالات قليلة أقصى الجيش الإسرائيلي مشاغبين من خدمة الاحتياط وصادر سلاحهم.
نشطاء حقوق الإنسان الذين تجندوا لحماية المزارعين الفلسطينيين من ميليشيات المستوطنين يشهدون على غض نظر من الشرطة والجيش عن المس بالسكان الفلسطينيين.
محافل إنفاذ القانون في المستويات المختلفة يخونون وظائفهم، في الدفاع عن السكان المحتلين، وبذلك ينتهكون القانون الدولي.
يأتي المرسوم الرئاسي ليذكر حكومة إسرائيل بأن كارثة 7 أكتوبر غيرت موقف الأسرة الدولية من الاحتلال الإسرائيلي في كل المناطق.
ينبغي أن نرى في هذه الخطوة مقدمة للبحث الذي سيجرى في 19 شباط في لاهاي، في أعقاب قرار الجمعية العمومية في كانون الأول 2022 للطلب من محكمة العدل الدولية إصدار فتوى استشارية بالنسبة للتداعيات القانونية التي تنبع من انتهاك إسرائيل المتواصل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، من الاحتلال المتواصل، من المستوطنات ومن الضم. كما أن المحكمة مطالبة بأن تتناول المكانة القانونية للأرض المحتلة والتداعيات المحتملة من جراء ذلك على دول العالم والأمم المتحدة.
87 دولة أيدت القرار و53 امتنعت. وكانت الولايات المتحدة بين 26 دولة عارضت.
أما المرسوم الرئاسي فيدل على أن بايدن الذي يقف إلى جانب إسرائيل في لحظتها القاسية ويزودها بجملة وفيرة من الجزر، يعرف عند الحاجة كيف يستخدم العصا أيضاً، في صالح مستقبل إسرائيل.
عن هآرتس