طائرات نتنياهو.. وسلحفاة بايدن

 

هل تشعر الإدارة الأمريكية ببعض ندمٍ على الطريقة والمضمون الذي أدارت بهما حرب غزة، منذ موقعة السابع من أكتوبر، حتى موقعة خان يونس الراهنة ورفح القادمة.

يبدو أن لا ندم، ولكن بعض انتقادٍ يبدو كمجرد رد فعل على انتهاء مهمة بلينكن، وعودته إلى بلاده خالي الوفاض.

انتقاد الرئيس بايدن للحملة العسكرية على غزة، وتهديد نتنياهو بالانتقال إلى رفح، مع استمرار القتل والتدمير والتجويع في جميع أنحاء غزة، يشبه سباقاً بين سلحفاة بايدن وطائرات نتنياهو، ذلك أن الانتقاد الأمريكي لم يغير من خطط نتنياهو قيد أنملة، سوى أنه استوعب الأمر بأن قرر ارسال مندوبين إلى القاهرة خلال الأيام القادمة للتباحث حول صفقة التبادل التي أجهضها كما أجهض مهمة بلينكن بموقفه الرافض لها وسعيه الحثيث نحو ما يسميه بالانتصار المطلق الذي يقدر أن آخر حلقاته ستكون رفح.

الدعم الجوهري الذي قدمه بايدن لنتنياهو على الصعيدين السياسي والعسكري، أدّى إلى نتيجة معاكسة تماماً، إذ بدل أن يؤدي إلى تقوية النفوذ الأمريكي على نتنياهو، جعله يمارس نفوذاً أقوى على إدارة بايدن، ليس فقط في عدم اصغاءه لنصائحها، بل وإفشال وزير خارجيتها في مهمة جزئية كعملية التبادل، بعد أن علّق البيت الأبيض آمالاً كبيرة على مهمته.

عندما يضرب نتنياهو عرض الحائط بالموقف الأمريكي حتى في جزئية التبادل، فما مغزى وصف بايدن لحرب نتنياهو على أنها مبالغٌ فيها، وفي أي بنك تصرف هذه الوصفة.

Loading...