بقلم: آنا برسكي
محافل سياسية في إسرائيل قلقة من نشاط الإدارة الأميركية المكثف للمضي قدما لفكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة وفي قطاع غزة تحت حكم موحد يقوم على أساس ما يعرف كـ"سلطة فلسطينية متجددة".
وحسب محافل أميركية، تدرس وزارة الخارجية الأميركية الاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من مبادرة سياسية شاملة تتعلق باليوم التالي لحكم "حماس" في غزة.
ماتيو ميلر، الناطق بلسان الخارجية الأميركية قال، مؤخرا، إن "الولايات المتحدة تعمل بشكل نشط على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل. فنحن نؤمن بأن هذا هو الطريق الأفضل لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل، للفلسطينيين وللمنطقة. نحن نفحص جملة واسعة من الإمكانيات، ونبحث فيها مع شركائنا في المنطقة".
كما أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن هو الآخر وجه تعليماته، مؤخرا، لفريق من وزارته لإعداد دراسة مرتبة نحو إمكانية اعتراف أميركي أو دولي بدولة فلسطينية من طرف واحد وليس في حوار مع إسرائيل وبالموافقة الإسرائيلية. وقد طرح الموضوع في أثناء زيارة بلينكن إلى إسرائيل، في المحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين الإسرائيليين في القدس.
على خلفية المعلومات التي تصل من الإدارة ومن محافل في أوروبا، الذين هم أيضا شركاء في الخطوة، يعرب مسؤولون كبار في إسرائيل عن قلقهم مما يصفونه كـ"عشق إدارة بايدن لفكرة إقامة دولة فلسطينية والاعتراف أحادي الجانب بها كرافعة ضغط على إسرائيل".
وعلى حد هذه المحافل، يزداد، مؤخرا، حجم الموضوع في جدول الأعمال السياسي للشرق الأوسط لدى الأميركيين والأوروبيين. "لم يعد يجري الحديث عن إطلاق بالونات اختبار أو عن فكرة نظرية. ففكرة الاعتراف بدولة فلسطينية تنال الزخم وتدفع قدما عمليا"، تقول هذه المحافل. "ليس صدفة أن سلسلة من زعماء الغرب اعلنوا، مؤخرا، عن تأييدهم لإقامة دولة فلسطينية وهذه تتضمن زعماء كانوا يعتبرون يمينيين ومن أكثر المؤيدين لإسرائيل، مثل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا مالوني. ففكرة الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية بحثت في مستويات مختلفة وفي محافل مختلفة بما فيها مستويات ومحافل رفيعة المستوى جدا".
وقال مصدر سياسي، إن "الأميركيين يواصلون المضي قدما بفكرة السلطة الفلسطينية المتجددة وبالتوازي – السلطة الفلسطينية الحالية في رام الله توجد في عملية عرض إصلاح. وهذا وفقا لطلب الولايات المتحدة أن تثبت بأنها بالفعل تصبح جسما يستجيب لتعريف "سلطة متجددة". ويتضمن الإصلاح تعديلات في الحكومة، تغيير طبيعة الإدارة في الأجهزة الأمنية، وتوجد أحاديث عن حكومة تكنوقراطيين جديدة".
في إسرائيل، يرون في الإصلاح موضع الحديث تعديلات تجميلية فقط. وحسب مصادر سياسية فإن "التعديلات لن تغير الأمور التي تحدثوا عنها في إسرائيل – إصلاح جذري في جهاز التعليم، تغيير في مضامين التعليم للتأكد من أنهم في السلطة الفلسطينية لن يربوا بعد اليوم على كراهية إسرائيل ولن يشجعوا الإرهاب، لن يمجدوا المخربين ولن يدعوهم كـ"شهداء أبرار". شيء من هذا لا يحصل".
سلسلة من المحافل الإسرائيلية تحذر من "حدث سياسي ذي مغزى لا يعالج عندنا كما ينبغي".
هذا الأسبوع، ارتفع الخطاب حول المسألة درجة. فقد كتب رئيس "أمل جديد" الوزير جدعون ساعر في منشور له بأن "مؤيدي حل الدولتين (وهم برأيي) يجب أن يفهموا ما معنى اعتراف دولي من طرف واحد بدولة فلسطينية. هذه ليست دولة فلسطينية باتفاق لإنهاء النزاع. هذه دولة فلسطينية مع استمرار النزاع في ظروف محسنة من ناحيتهم، ودون أن يتخلوا عن حق العودة وعن تطلعهم للبلاد كلها (من النهر حتى البحر)".
بالتوازي، أقرت الهيئة العامة للكنيست، أول من امس، اقتراحا عاجلا لجدول الأعمال بادر إليه عضو لجنة الخارجية والأمن النائب زئيف الكين من "أمل جديد" في موضوع "تصريحات ومنشورات في العالم في موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية والحاجة إلى استعداد إسرائيلي لتحد سياسي محتمل".
"شعبية (حماس) في (يهودا والسامرة)، اليوم، حتى أعلى مما هي في غزة"، قال الكين. ومعنى إقامة دولة فلسطينية سيكون صعود "حماس" إلى الحكم. هذه فكرة خطيرة لدولة إسرائيل من ناحية استراتيجية وتتطلب تفكيرا معمقا.
"احد أهداف السنوار كان إحياء فكرة الدولة الفلسطينية. إقامة هذه الدولة هي إعطاء جائزة لـ(حماس) وسيشكل خطر 7 أكتوبر في كل إسرائيل. أحد ما كان ليقول للولايات المتحدة بعد 11 أيلول إقامة دولة القاعدة. على دولة إسرائيل أن تقول جوابا واضحا جدا – لا مطلقة. محظور الانتظار، يجب الاستعداد منذ اليوم في حملة دولية".
عن معاريف