تحرير الرهينتين.. تمخض الجبل فولد فأرا!

 

ربما يكون تحرير محتجزين اثنين خبراً يستحق الإشارة إليه في نشرات الأخبار، خصوصاً في حالة شح الإنجازات الأساسية، وفي الوقت الذي يذهب فيه نتنياهو بأوامر من بايدن لمحادثات القاهرة الهادفة إلى إنجاز صفقة تبادل على غرار الصفقة التي سبقت.

غير أن ما يظهر مأزق إسرائيل في هذه القضية تحديداً، حجم الاحتفاء بالعملية وتصويرها كما لو أنها فيلم هوليودي، أُنفق عليه الملايين لمجرد الإبهار.

العملية التي نفذت بدت كما لو أنها جبهة قائمة بذاتها هدفها احتلال مدينة وليس مجرد شقة.

مشاة وكوماندوز وطيران وآليات مصفحة وجنود للحماية وآخرون للاقتحام وآخرون للتصوير وللبث، حيث نتنياهو وأركان حربه يتابعون. وفي سياق الترويج قيل أن التحضير للعملية استغرق وقتاً طويلاً. وأن بطولة منفذيها فاقت كل حد، حتى أنهم عرّضوا أجسادهم للرصاص لإنقاذ الرهينتين، وأحبوا أن لا يربطوا العملية بمقتل جنديين في مكان آخر، والنتيجة تحرير اثنين مقابل مقتل اثنين، ووفق منطق نتنياهو فهذا انجاز يستحق أكثر من مؤتمر صحفي.

أمّا سموتريتش شريكه في الائتلاف البائس فقد اتخذ من تحرير الاثنين قرينة للمضي قدماً في الحرب وبرهانه أن أربعة أشهر من القتال والخسائر الفادحة حررت ثلاثة إذا لما لا تأخذ الحرب سنوات لتحرير عدد أكبر مقابل خسائر في إسرائيل أكبر وأكثر.

الحسبة بالأرقام تقول، بالمفاوضات تم تحرير عشرات، وبالمفاوضات الجارية الآن يُراد تحرير عشرات أخرى، أمّا بالحرب فقد تم تحرير ثلاثة، وبالمحصلة فإن الذين قتلوا على يد جيش الدفاع سواء في مقتلة السابع من أكتوبر أو فيما تلاها، فهم أكثر بكثير مما تم تحريره وربما ما سيتم.

لا يذكر نتنياهو كم كانت كلفة تحرير الثلاثة وكم قتل من الذين لم يتحرروا وكم سيقتل، فبالأرقام المجردة يمكن القول..

 تمخض الجبل فولد فأراً.

Loading...