نتنياهو.. والاحتفال الذي انقطع

 

هيّأ بنيامين نتنياهو لاحتفال صاخب جرّاء تخليص رهينتين من شقة في رفح، وقلّد الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي تابع وأركانه من البيت الأبيض عملية اقتحام بيت أسامة بن لادن في باكستان.

الفرق كبيرٌ بين الحالتين، إلا أن الاستثمار مشترك، فمثلما رأى أوباما أن تصفية بن لادن تحت إشرافه المباشر سيسجل كمأثرة تاريخية له، قرر نتنياهو أنه بتخليص رهينتين سيسجل له ولنهجه الحربي على أن مضيه في الحرب أكثر نجاعة من الذهاب إلى تسوياتٍ وهدن وتفاهمات كتلك التي جرت لمرة واحدة قبل أسابيع، والتي يجري الحديث حولها الآن في القاهرة.

مشهد الاحتفال انطفأت أنواره، وهدأ صخبه، عندما فكر الإسرائيليون ملياً فيما حدث، إذ قُتل اثنان في ذات الوقت الذي جرت فيه عملية تخليص الرهائن، وفي اليوم التالي قتل ثلاثة وأصيب آخرون، والقتلى من ذوي الرتب الرفيعة في الجيش الإسرائيلي.

صارت الحسبة هكذا... تخليص اثنين وفقدان خمسة، غير الجرحى الذي لا يعرف كم سيفقد منهم.

معادلة خاسرة.. انتبه لها كثير من الإسرائيليين، الذين ملأوا الصحف بأخبار وتعليقات ساخرة من شعار نتنياهو الجديد.. الانتصار المطلق. أي مطلق هذا الذي يسوقه للرأي العام، ويدخل إسرائيل في آتون لا مخرج منه؟

نتنياهو الخائف على مصيره السياسي، واليائس من تحقيق انتصار مطلق، لم يجد غير رفح لاقتحامها حتى لو خالف رؤساءه في واشنطن، كما لن يجد غير تعويض خسائره الفادحة بخسائر أفدح من الجانب الفلسطيني، وهذا ما يجعل العالم أمام مشهد مأساوي لم تظهر ملامح نهايته بعد.

 

Loading...