مقالات مختارة

حتى السنوار يائس من نتنياهو!

 

بقلم: روغل الفر


كل العالم يائس من بنيامين نتنياهو (باستثناء رئيس الأرجنتين الجديد خافيير ميلي، الشعبوي وغريب الأطوار، الذي أقام فرعا للقوة اليهودية في أميركا اللاتينية). هذا ليس مبالغا فيه. فحسب الاستطلاعات، أغلبية الشعب الساحقة، التي تتعاظم، مصابة باليأس منه. بني غانتس وغادي آيزنكوت مصابان باليأس منه، وحتى بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير مصابان باليأس منه. والدليل على ذلك هو أنهما يمسكان به من مكان حساس ويقومان بابتزازه، لأن هذه طريقتهما الوحيدة من اجل الحصول منه على كل ما يريدان.
بالطبع جو بايدن يائس منه، وكل الإدارة الأميركية. لذلك، هم أيضا يمسكونه من مكان حساس ويحاولون ابتزاز منه كل ما يريدون، حتى لو كان ذلك بنجاح أقل من سموتريتش وبن غفير. الاتحاد الأوروبي يائس منه. ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل. بحق الجحيم، حتى تالي غوتلب يائسة منه. واحيانا أيضا يائير نتنياهو، لذلك هو يحاول أن يمسكه من مكان حساس ويقوم بابتزازه.
كندا يائسة منه. بريطانيا يائسة منه. وماذا عن استراليا؟ نعم، أيضا هي وحتى نيوزيلاندا يائسة من نتنياهو. وماذا عن مصر؟ بالتأكيد. مصر يائسة من بنيامين نتنياهو. وماذا عن الأردن؟ اكثر يأسا. والسعودية؟ يائسة. وما الذي يشعرون به تجاهه في اتحاد الإمارات؟ يشعرون باليأس.
في شركة التصنيف الائتماني "موديز"؟ أيضا هناك يسود اليأس في كل ما يتعلق بنتنياهو. وماذا عن روسيا، الصين هل ربما يكون هناك لنتنياهو أصدقاء جدد؟ لا يوجد. أيضا شريكه الاستراتيجي منذ فترة طويلة، يحيى السنوار، يائس منه. لا ينجح في أن يعقد معه صفقة، خلافا للسابق. وإذا نظرنا إلى الأمام، إلى المستقبل القريب، فإن المرشح الذي سيحل مكان بايدن، دونالد ترامب، يائس من نتنياهو. يائس منه منذ زمن.
نتنياهو يوحد كل العالم أكثر بكثير من بوب غلدوف. هو يوحد العاقلين والمجانين. الدول الديمقراطية والديكتاتورية. الشرق والغرب. لم يكن في أي يوم هذا العدد الكبير جدا في أرجاء العالم مصابين باليأس من شخص معزول جدا، ولا يستطيعون ثنيه. يبدو أن هذا اصبح ظاهرة تاريخية. لا يوجد أي خيار عدا الاعتراف بأن هذا بفضل مؤهلات نتنياهو الخاصة، وربما المؤهل الكبير الوحيد دائما وهو قدرته على بقائه السياسي. حتى الفشل الذريع في 7 أكتوبر نجح في تحويله إلى ميزة.
انظروا ما الذي رآه نتنياهو بعد بضعة أيام على المذبحة. انظروا ما الذي لاحظه: وضعه السياسي الآن افضل مما كان قبل 7 أكتوبر. ائتلاف الـ 64 ما زال قويا. يصعب الذهاب إلى الانتخابات في زمن الحرب. من الصعب إدارة معارضة الحكومة عندما يكون من الواجب الوجودي رص الصفوف. لا توجد للشعب شهية للاحتجاج. لا توجد قوة للتظاهر. المواطنون دخلوا إلى مزاج البقاء. الولايات المتحدة بحاجة إليه لمنع حرب إقليمية التي يمكن أن تمتد لتصبح عالمية، لا سيما في سنة انتخابات. خروج غانتس وآيزنكوت أصعب بكثير من الدخول. لابيد يعرض عليه شبكة أمان (لعقد صفقة لإعادة المخطوفين). انقلاب لفين تم تحييده.
الآن هو يهدد رفح، والعالم ينظر إليه بيأس. ما الذي في الواقع يبقيه في الحكم؟ حتى ولا شعرة في رأس غيلا غملئيل. هو معلق في الهواء ولكنه لا يسقط.
هل توجد سابقة لحاكم آخر كهذا؟ سابقة لنظام حكم كهذا؟ من اجل مواجهة هذا الوضع يجب أولا الاعتراف بتفرده التاريخي. نتنياهو حطم تماما قواعد اللعب للديمقراطية والديكتاتورية معا، وخلق كائنا هجينا ينظر إليه كل العالم بيأس ولا يستطيع مواجهته بنجاعة.

 

عن هآرتس

Loading...