محطة 7 أكتوبر

الحلقة الثالثة

 

أعادت تداعيات مبادرة عملية أكتوبر القضية الفلسطينية إلى ما تستحق من مكانة واهتمام على الساحة الدولية.
16 دولة مانحة قررت تعليق مساعداتها المالية لهيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا على خلفية ادعاءات المستعمرة أن عدداً من موظفي وكالة الغوث متورطون بفعالية يوم 7 أكتوبر الكفاحية، وهذا دلالة على مدى نفوذ المستعمرة وتأثيرها على البلدان الأوروبية، بينما نجد أن وزير خارجية النرويج إسبن بارث أعلن أن بلاده قررت مواصلة تمويلها إلى الأونروا، لأنها كما قال: «تمثل شريان الحياة للملايين من الأشخاص الذين يُعانون من ظروف مأساوية في غزة وفي المنطقة بأكملها»، وذهب إلى أبعد من ذلك، بمطالبته للدول التي تصدر الأسلحة إلى المستعمرة الإسرائيلية، أن «تُقيم إذا كانت تساهم في إبادة جماعية محتملة» للفلسطينيين في قطاع غزة.
بريطانيا التي ساهمت في إقامة المستعمرة على أرض فلسطين، عبر وعد بلفور عام 1917، وسهلت هجرة الأجانب إلى فلسطين لغاية سنة 1948، باعتبارهم القاعدة السكانية لإقامة «الدولة اليهودية» وفق وعد بلفور، شاركت بالعدوان الثلاثي على مصر مع قوات المستعمرة عام 1956، كما شاركت في البيان الخماسي الصادر يوم 8 أكتوبر 2023، الذي وفر الغطاء السياسي لعدوان المستعمرة على قطاع غزة، فقد أعلن وزير الخارجية ديفيد كاميرون أن بلاده يمكن أن تعترف «رسمياً» بالدولة الفلسطينية بما في ذلك لدى الأمم المتحدة، مؤكداً كما قال: «إن ما نحتاج إلى فعله، منح الشعب الفلسطيني أُفقاً نحو مستقبل أفضل يملكون فيه دولتهم الخاصة بهم»، وهو موقف يتعارض مع تصريحات نتنياهو الذي يرفض فيه علناً ومعه الحلفاء في حكومته قبول إنشاء دولة فلسطينية.
الشيء الملفت أن استطلاعاً للرأي أظهر أن: «34% من البريطانيين ممن تراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً يوافقون على عبارة تقول: «إسرائيل تُعامل الفلسطينيين، كما تعامل النازيون مع اليهود» ووفق صحيفة تلغراف البريطانية أظهرت أن: «18% من الجمهور البريطاني، يعتقد أن إسرائيل قادرة على التهرب من أي شيء، لأن أنصارها يسيطرون على وسائل الإعلام».
 ستيفان سيجورنيه وزير خارجية فرنسا في أعقاب لقاء له مع نتنياهو أعلن أنه: «لا يمكن أن يحصل بأي حال من الأحوال، أي تهجير قسري للفلسطينيين لا من غزة ولا من الضفة الفلسطينية» المحتلة وقال: «لا يمكن فصل مستقبل قطاع غزة عن مستقبل الضفة الفلسطينية، يجب الإعداد لهذا المستقبل من خلال دعم السلطة الفلسطينية التي يجب أن تتجدد، وأن تعود في أقرب وقت ممكن إلى قطاع غزة»، وقال: «أكرر: غزة أرض فلسطينية»، ودعا سيجورنيه إلى: «تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب».
 الرئيس الأميركي جو بايدن أصدر أمراً تنفيذياً، غير مسبوق، يهدف إلى معاقبة المستوطنين المستعمرين اليهود الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الفلسطينية المحتلة، ورأى بايدن أن: «الوضع في الضفة الفلسطينية المحتلة ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين، وتدمير الممتلكات بلغ مستويات لا تُحتمل، وتُشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
تطورات هامة، مهما بلغ تواضعها أو محدوديتها ولكنها ملموسة، تشكل خطوة أو خطوات إلى الأمام لصالح الشعب الفلسطيني.

Loading...