مقالات مختارة

إطار استراتيجي للعمل العسكري في غزة

بقلم: غيورا آيلند

تمارس إسرائيل في غزة الجهد العسكري وتفعل هذا على نحو جيد. المشكلة هي انه من الصعب الانتصار في الواقع المعقد لغزة فقط بمعونة الدبابات والطائرات. عمليا توجد ثلاثة جهود أخرى لا يمارسها على الإطلاق تقريبا.
كي نفهم كما ينبغي ما هو الصواب عمله يجب أن نفهم "القصة". وبالفعل، وبخلاف الوصف السائد، نحن لا نقاتل ضد منظمة "حماس" بل ضد دولة غزة. الأمر الأول الذي يجب عمله هو منع إدخال الوقود إلى غزة. إسرائيل هي على ما يبدو الدولة الوحيدة في التاريخ التي بإحدى يديها تقاتل العدو وفي اليد الثانية توفر له الطاقة، ما يسمح له بتمديد مدة القتال.
الأمر الثاني الذي لا نفعله هو الخطوة السياسية. وأسوأ من هذا أننا نصر على ألا نجري أي حوار سياسي بالنسبة لـ"اليوم التالي"، وبدون أي منطق. يجب أن فهم بأن "اليوم التالي" للحرب - وقبل كل إمكانية بعد سنوات للحديث عن تسوية دائمة - يتعلق بما ستكون فترة انتقالية. وبدلا من الصدام مع الولايات المتحدة على مجرد إجراء البحث وبدلا من أن نتخذ في كل العالم صورة الرافض الغبي، من الصواب أن تقول إسرائيل الجمل الثلاث التالية:
1. في اليوم التالي، "حماس" لن تحكم غزة ولا نحن أيضا. كل إمكانية أخرى قابلة للبحث.
2. من ناحية إسرائيل، على المعادلة أن تكون إعمار غزة مقابل التجريد. والتجريد معناه تدمير كل السلاح الثقيل، تدمير الأنفاق ومنع كل تهريب للسلاح في المستقبل. كل جهة أو كل جماعة من المحافل التي تعتقد بأنه سيكون بوسعها عمل ذلك – مدعوة للحديث معنا وإقناعنا وأنها ستعرف كيف تفعل ذلك.
3. ليس لإسرائيل مصلحة في إعمار غزة. المصلحة الوطنية هي في وصف شيء ما مهم بهذا القدر كي نوافق على دفع ثمن لتحقيقه. إعمار غزة ليس مصلحة إسرائيلية، لكن يسرنا أن نتعاون مع كل جهة عربية أو دولية يكون إعمار غزة بالفعل مصلحتها.
موقف سياسي كهذا لن يساعدنا فقط أمام الأسرة الدولية بل كفيل أيضا بأن يطلق وينتج زخما داخليا في غزة. اليوم، بغياب استعداد إسرائيلي كهذا يفهم سكان غزة بأنه لا توجد إلا إمكانيتان: حكم "حماس" أو احتلال إسرائيلي، وبطبيعة الأمور هم يفضلون "حماس" بصفتها أهون الشرين.
الأمر الثالث الذي لا نفعله هو تفعيل تقنية الحصار على مناطق معينة. هكذا مثلا، قبل ستة أسابيع انهينا تطويق شمال القطاع. بغياب استخدام لمثل هذه التقنية دخلنا إلى تطهير وقتال ضار في أحياء مثل جباليا والشجاعية. الحصار ليس فقط طريقة ناجعة توفر القوة بل طريقة مسموح بها تماما حسب قواعد الحرب. واكثر من هذا، فإنه مسموح ممارسة الحصار من اجل تجويع العدو حتى الموت، وبشرط أن يقدم جوابا ما للسكان المدنيين. الجواب المقدم هو السماح بممرات إنسانية لإخراج السكان المدنيين من هذه المنطقة. وكبديل يمكن الاكتفاء بجهد سابق وحقيقي للوصول إلى اتفاق مع الطرف الآخر بالنسبة لحل ما للمدنيين. وفي كل الأحوال محظور السماح بإدخال المؤن إلى المنطقة الشمالية.
صحيح حتى اليوم ينبغي لإسرائيل ويمكنها أن تخلق حصارا كاملا على شمال القطاع على أساس السيطرة الإسرائيلية على وادي غزة وهكذا تنتج عمليا سيطرة كاملة على نحو 35% من أراضي القطاع توفر مكوثا باهظ الثمن لقوات كثيرة في داخل هذه المنطقة.
إن الاستراتيجية الصحيحة هي إذاً خليط من الجهود الأربعة، ومثلما هو المحرك الذي لا يعمل إلا بمفاعل واحد من أصل أربعة هكذا محظور الاكتفاء بالذراع العسكرية.

نقلاً عن يديعوت أحرونوت

كلمات مفتاحية::
Loading...