مقالات مختارة

خطة السلام: نحو «نعم» إسرائيلية

بقلم: أسرة تحرير هآرتس


أفادت "واشنطن بوست"، أول من أمس، بأن الولايات المتحدة وبعضاً من الدول العربية تتطلع لأن تعرض في غضون بضعة أسابيع خطة بعيدة المدى للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك إطار زمني لإقامة دولة فلسطينية. وقالت مصادر أميركية للصحيفة: إنه حسب المخطط يتم الإعلان عن هدنة في القتال بقطاع غزة مدة ستة أسابيع، وفي هذه الفترة الزمنية تعرض خطة السلام علناً وتتخذ الخطوات الأولى لتنفيذها، بما في ذلك إقامة حكومة فلسطينية مؤقتة.
هذه كفيلة بأن تكون أنباء طيبة لا مثيل لها لدولة إسرائيل إذا ما تحققت بالفعل هذه النية في أفعالها، وإذا ما استجابت إسرائيل للتحدي. الكرة توجد أولاً وقبل كل شيء في يديها. هذه ستكون فرصة حياتها، الفرصة الكبرى وربما الأخيرة لها لتغير وجهها وفرص اندماجها في المنطقة. مشكوك أن تعود فرصة مثلها.
لهذا الغرض على إسرائيل أن تغير بسرعة سياسة الرفض طويلة السنين لديها. تغيير لا يمكنه أن يحصل تحت الحكومة الحالية برئاسة محبط السلام بنيامين نتنياهو. فقد أصدر مكتبه بياناً يقول: إن هذا "ليس الوقت لتوزيع الهدايا عليهم". يجب أن تقام بسرعة حكومة أخرى. "نعم" إسرائيلية واضحة وجلية لمبادئ الخطة أمر واجب الوقوع، إذا ما كانت إسرائيل محبة للحياة والتغيير. التفكير في أنه إلى الأبد ستعيش الدولة على حرابها، مهما كانت متطورة وذكية، تحطمت في 7 أكتوبر. وعليه فلا يمكن الاستخفاف بمصير سياسة تدفع بها قدماً مبادرة دولية كهذه.
في المرة السابقة التي وقعت فيها فرصة كهذه في العام 2002، مع نشر مبادرة السلام من الجامعة العربية، واظبت إسرائيل على رفضها وضمنت لنفسها نحو 20 سنة حرب وسفك دماء أخرى. أما الآن فيقف التحدي ليس أمام نتنياهو وحكومته، بل أمام كل باقي القوى السياسية في إسرائيل: هم فقط يمكنهم أن يبثوا حياة في الخطة وألا يفوتوا الفرصة مرة أخرى.
العيون تتجه بالتالي إليهم: فهل سيفعلون كل شيء كي يستجيبوا للتحدي؟ الإمكانية الأخرى في أن تفوّت إسرائيل فرصة أخرى، تنذر بالشر لمستقبلها أكثر من أي مرة في الماضي.

Loading...