إذا ما نظرنا لوضع رفح بصورة موضوعية، ووفق حسابات صناع القرارات وليس المظاهرات، فإننا نتوصل إلى نتيجة محددة، وهي أن العالم الذي يحذر من اجتياح رفح، أو الذي يصمت، وضع أمرها في عهدة نتنياهو، الذي لا يعاني من ضغوط دولية جدية عليه، وإذا كان من ضغوط حقيقية، فهي في أرض الميدان، وفي التظاهرات التي يقوم بها ذووا المحتجزين.
نتنياهو يتعامل مع الضغوط بتوظيفها لمصلحته، فهو غير آبه بخسائر الميدان ولا بالخسائر التي تتكبدها إسرائيل في كل المجالات، بسبب الحرب وطول أمدها وتواضع نتائجها، إذ يراها فاتورة لبقائه في السلطة، واحتمال تجديد ولايته، أمّا ضغوط ذوي المحتجزين، فقد صعّد من مواجهته لها، بأن اعتبرهم متظاهرين مدفوعي الأجر، دون إخفاء مجازفته بحياة المحتجزين، من خلال مواصلة خيار تحريرهم بقوة النار والدمار.
لنتوقف عن الرهان على أن الضغط الدولي سيؤتي ثماره لمصلحة وقف قرار نتنياهو باجتياح بري لرفح..
غير أن نتنياهو جامل العالم بإعلانه المتكرر بأنه سيجتاح، ولكن سيعمل على نقل المدنيين إلى أماكن آمنة.
ماذا تعني آمنة بمنطق نتنياهو وحربه؟
لقد جربناه في كل المواقع والمناطق، إذ ثبت لكل العالم أن لا مناطق آمنة في غزة كلها، ما دامت الحرب لم تتوقف، وما دامت إسرائيل لم تنسحب.