بقلم: ايريس ليعال
بنيامين نتنياهو حصل على فرصة أخرى من السينما وكأننا نعيش في كوميديا رومانسية، وليس في فيلم للكوارث.
بعد عقيدة إدارة النزاع، وبعد سنوات من رعاية وتعزيز حماس وعمليات موسمية، التي استهدفت إنشاء مظهر خادع للردع، كل شيء سقط على رأسه في 7 تشرين الأول.
حلم الشرق الأوسط الذي قام برعايته مع اتفاقات تطبيع وتجارة، يقوم على مبدأ "السلام مقابل السلام" ولكن دون دولة فلسطينية، انهار بصورة غير معقولة.
في أوقات وأماكن أخرى كان زعيم فاشل مثله سيتم نفيه إلى جزيرة ألبا، لكن هذا الشخص له تسع أرواح.
ها هو رئيس أميركي يأتي ويقدم له رزمة، إذا وافق عليها فهو سيتمكن من إصلاح بدرجة معينة الكارثة التي تسبب بها للدولة.
موضوعة أمامه خطة لتسوية إقليمية سياسية – أمنية، يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح المخطوفين وإنهاء الحرب ضد حماس والحفاظ على الإنجازات العسكرية وإبعاد حزب الله عن الحدود من خلال الاتفاق، بما في ذلك تطبيع كامل مع السعودية.
فرصة نتنياهو الثانية تسمح له بالتكفير عن الدمار في سنوات حكمه، وستمكن إسرائيل من أن تحصل على فائدة قليلة من الفشل في تشرين الأول.
من أجل تحقيق ذلك يجب على نتنياهو الاستناد إلى تأييد المعارضة، ويجب على حكومته أن يتم حلها.
هذا سيكون وداعه للسياسة، السلطة، النفوذ والأموال، التي هو وعائلته يحبونها جداً.
لكن، كما قلنا، هناك زعماء ذهبوا بصورة أسوأ بكثير. ولكن في هذه الأثناء يبدو أن إمكانية النزول عن المنصة بعد إصلاح القيادة وإنقاذ ما بقي من احترامه كسياسي، لا تعتبر إغراء كبيراً بما فيه الكفاية.
هل كان سيستغل هذه الفرصة لو أنهم وضعوا في داخل الرزمة عفو الرئيس؟
يبدو أن هذا كان سيزيد الاحتمالات. في كل الحالات، في هذه الأثناء يبدو أن معظم ثقته بنفسه عادت إليه وهو يفضل تحسين مكانته المتضررة بوساطة التصلب في شروط المفاوضات، والتصادم المباشر والعلني مع الإدارة الأميركية، والأقوال المخيفة حول النصر المطلق ورفض إجراء نقاشات حول دمج السلطة الفلسطينية مع قطاع غزة بدعم وضمانات دولية.
لذلك، التربيت الخفيف على الكتف الذي يشعر به غانتس وايزنكوت لا يعتبر تعبيراً عن المحبة، بل هو دفع إلى الخارج.
إذا لم يجدا صوتهما وإذا لم يطورا هوية سياسية مميزة ومختلفة عن نتنياهو، فسيشعران بذلك في صناديق الاقتراع (هو يعول على ذلك).
هو بدأ فعلياً في تحطيم أهميتهما الانتخابية، والعرض الأميركي يعتبر فرصة أخرى لهما أيضاً.
يجب عليهما تقديم الحقائق كما هي: نتنياهو يريد العودة إلى الوضع الراهن القديم، ويفضل عودة حماس للسيطرة في القطاع، في الحقيقة مصلحته ومصلحة يحيى السنوار هي نفسها، القطاع سيكون منطقة منكوبة ولن يكون هناك أمن في بلدات الغلاف، الجيش سيكون منقسماً بين القطاع والضفة الغربية، إسرائيل ستكون معزولة ودون مستقبل.
بدلاً من تباكي المراسلين بأن "نتنياهو يحاول خلق الانطباع بأننا ضعفاء"، غانتس يمكنه إظهار شجاعة سياسية.
أيضاً هو حصل على فرصة: عليه الاعلان أن إسرائيل يجب عليها الموافقة على الاقتراح الأميركي، وأن تكون مشاركة في كل التفاصيل، وأن تضع شروط تضمن أمنها، وأن يستمر في اتفاق التطبيع مع السعودية مع إبقاء الباب مفتوحاً لانضمام دول أخرى.
هذا لا يعتبر هدية للفلسطينيين، يجب على غانتس التأكيد، هذه حاجة إسرائيلية.
القدرة على تخيل أن الأمور يمكن أن تكون مختلفة عما هي، هي شرط ضروري من أجل إحداث التغيير، وأحزاب الوسط تعاني من نقص مزمن في التصور. لكن هناك لحظة يمكن فيها بلورة المعسكر الديمقراطي الذي يوجد في الوسط واليسار، حول فكرة مشتركة تقف على نقيض حلم الاحتلال، الأبرتهايد، الطرد والضم الذي يوجد المعسكر الآخر.
هذا هو الوقت المناسب. التمييز بين معسكر الدمار المسيحاني الذي جلب علينا الكوارث الأخيرة وبين المعسكر الذي يريد الانشغال بإعادة إعمار الدولة، يجب أن يتم ويشاهد.
عن هآرتس