أمريكا اعتبرتهم وزراء رديئين، ودعت نتنياهو للتخلص منهما.
القوى السياسية والبرلمانية ومعها أهم الكتاب والمثقفين الإسرائيليين لا يكفون عن انتقادهم واعتبارهم عاراً على صورة إسرائيل أمام العالم.
بنيامين نتنياهو لا يعتبرهما مجرد صمام أمان لائتلافه، بل صنّاع سياسة، لا يملك إلا الإذعان لهما، وتنفيذ رغباتهما.
وحتى الفيتو الأمريكي الأخير حول وقف إطلاق النار جاء انسجاماً مع طروحاتهما التي تعتبر استمرار الحرب مع التضحية بالرهائن مساراً استراتيجياً لا يصح التخلي عنه، حتى لو أدى الأمر إلى تدمير غزة بالكامل، وتهجير أهلها حتى لو استغرقت الحرب سنوات طويلة.
بن غفير.. وزير الأمن وضع جدول أعمال الحكومة في كيفية التعامل مع الفلسطينيين وخصوصاً في القدس، وهو الآن مهندس إجراءات شهر رمضان وكيفية منع الفلسطينيين من أداء الصلاة فيه، بما في ذلك فلسطينيي 48.
أمّا سموتريتش الذي يحتل المنصب الأكثر أهمية في الحكومة وهو وزارة المالية، فهو الآمر الناهي في مجال الإنفاق، ويتلاعب في بنود الميزانية كما يشاء، خصوصاً فيما يتصل باستحقاقات الفلسطينيين في مناطق السلطة أو في الـ 48، وفي هذا الشأن الحيوي يبدو الثنائي سموتريتش وبن غفير أقوى تأثيراً حتى من قادة المؤسسة الأمنية بمختلف فروعها وجنرالاتها، الذين يجاهرون بمعارضة إجراءاتهما ولكنهم ينفذون سياساتهما وقراراتهما.
إن أمريكا لا تعترض على سياسات بن غفير وسموتريتش، وكذلك المعارضة الإسرائيلية، بل يعترضون على أقوالهما المحرجة لكونها الأكثر صراحة في التعبير عن السياسة الأمريكية خصوصاً تجاه الفلسطينيين.
وعندما يكون وضعهما في إسرائيل هكذا فمن التضليل اعتبارهما مجرد مشاغبين لأنهما والحالة هذه صنّاع قرارات وسياسة.