منذ بداية نكبته وحتى يومنا هذا وربما إلى أجل غير مسمى، والفلسطيني يخوض صراعا من أجل البقاء، وقدره أنه في كل مراحل صراعه كان يواجه خصوماً يمتلكون قوة عسكرية وتسليحية وتحالفية واقتصادية أقوى منه بكثير. لهذا ظهرت مصطلحات عديدة تصور حروبه مع خصومه مثل "الكف الذي يلاطم المخرز" و "القتال باللحم الحي" و "الدم الذي ينتصر على السيف". وكثيرٌ مثل هذه المصطلحات البلاغية.
قاعدة النصر التي يبني عليها الفلسطيني أدبياته بسيطة للغاية ومتوفرة دائما.. أن يخرج من كل مقتلة وهو على قيد الحياة. ويكفيه رفع شارة النصر بدل الراية البيضاء، ويقال عادة إننا إذا خسرنا معركة فلم نخسر الحرب المقدسة.
وهذه المعادلة حيرت خصوم الفلسطينيين وكلَّ من حاربهم، وإذا ما نظر إلى قوة الخصم بالقياس لما لدى الفلسطينيين، فالحسابات التقليدية تقود إلى اليأس والاستسلام والبحث عن النجاة من الموت ولو مقابل الحد الأدنى من الحياة، هذه المعادلة لم يعمل بها عند الفلسطينيين، وكلمة السر هي ذلك السلاح الذي ثبت أنه لا يقهر وه العناد وسيظل الأمر هكذا ما دام الفلسطيني على قيد الحياة وما دام يحارب من أجل أهدافه الوطنية.
الفلسطيني وهو في خضم معارك غير متكافئة يقول لنفسه النصر صبر ساعة، وهذه المقولة ستظل على قيد الحياة ما دام الفلسطيني يحارب.