يُلاحَظ قدر كبير من الاستخفاف بمعركة الأونروا التي لم تبدأ بذريعة نتنياهو، التي زعم فيها بأن موظفي الوكالة ينتسبون لحماس، وأن بعضاً منهم شارك في العمليات القتالية، بل بدأت قبل سنوات حين أطلقها الرئيس الأمريكي السابق ترمب، معتبراً بأن تصفيتها أو استبدال وظائفها بمثابة إنهاءٍ لتخليد قضية اللاجئين، وأن تصفيتها ستنهي هذه القضية.
وفي هذه الأيام ومع استمرار توقف العديد من الدول عن التمويل وأهمها بالطبع الولايات المتحدة، بدأ الحديث عن اليوم التالي للأونروا في غزة، وكأن انتهاء الوكالة في أكبر أماكن عملها أصبح حقيقة نهائية، وأن البحث عن بديل لها أصبح قيد التنفيذ.
الملاحظ.. أن القضية التي هي الأهم احتجبت وراء المستجدات المتلاحقة، كالهدنة التي يجري التفاوض بشأنها، وكالحديث الشائع عن اليوم التالي للحرب!
وكالة الغوث حكايتها ليست حكاية تمويل بل هي مسألة استراتيجية فيما يتصل بالقضية الفلسطينية وأحد أهم أركانها –اللاجئين- وبكل أسف ورغم اتضاح الأهداف وراء الحملة عليها، فإن مجرد التحذير من خطورة انهائها لا يكفي، وحتى الان لا يُلاحظ غير التحذير.