منذ السابع من أكتوبر وإلى يومنا هذا وحتى إشعارٍ آخر، لا يعلم غير الله متى تظل الإدارة الأمريكية كلها في حالة تناوب لأقطابها على زيارة الشرق الأوسط.
ولم يحدث من قبل أن ازدحمت المنطقة بأقطاب الإدارة كما ازدحمت خلال الشهور الأربعة الماضية، حتى أوكرانيا قلب أوروبا والخندق المتقدم لأمريكا، لم تحظى بما حظيت به إسرائيل من اهتمامٍ أمريكي مباشر.
السيد بيل بيرنز رئيس أكبر جهاز استخبارات في العالم، تفرّغ للعمل على هدنة مؤقتة وتبادلٍ محدودٍ للأسرى والمحتجزين، مكملاً جهود من سبقوه من زملاءه على أمل أن يسجل نجاحاً يحتاجه الرئيس بايدن في معركته الشرسة على الرئاسة.
حتى الآن لا نتائج ملموسة لهذا الجهد الأمريكي الواسع والمتصل والمركّز.
أظهر الرئيس بايدن تفاؤلاً لمرات عديدة وبشّر بأن الأمور تجري نحو هدنة وتبادل تكون بداية لترتيبات سياسية استراتيجية تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية، ونزع فتيل الاشتعال المنتشر في الشرق الأوسط.
لم يحدث أن تحقق شيء مما وعد أو تفاءل به رئيس أكبر دولة في العالم.
قبل يومين أعلن الرئيس بايدن أن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه منذ أشهر، سوف يرى النور يوم الاثنين القادم، أي بعد أيام من يومنا هذا، غير أن هذا التحديد المفترض أن يكون بعد دراسة للأوضاع وتقارير من بيرنز وغيره لم يعجب السيد نتنياهو الذي استغرب كيف يكون الرئيس بايدن متفائلاً إلى هذا الحد، وما قصده نتنياهو هو أن الرئيس بايدن عليه أن يستأذنه قبل أن يظهر تفاؤله وتحديد موعد محدد للنجاح.
على كل حال... تحملنا تصريحات الرئيس بايدن لمدة أشهر طويلة، قُتل فيها عشرات آلاف الفلسطينيين، وسوف نتحمل أياماً قليلة لرؤية من هو الأكثر صدقية في رؤية ما يجري.. هل هو بايدن أم نتنياهو؟
يوم الإثنين القادم هو اليوم الذي يتحدد فيه ما إذا كان الرئيس بايدن محقاً أو أنه أكثر قدرة ونفوذاً من نتنياهو الذي يرى في تفاؤل بايدن، ربما مجرد زلة لسان.