نتنياهو يواصل حرق ورقة الرهائن

أفضل خبر يمكن أن يُزف لنتنياهو، هو مقتل جميع الرهائن بالجملة أو بالتقسيط، فهو يدرك أن ورقة الرهائن هي الأهم فيما تمتلكه حماس من أوراق في الحرب.

وإلى أن يتحقق له هذا الحلم، فقد وضع خطة يواظب على تنفيذها، إمّا لحرق هذه الورقة إن أمكن، أو التقليل من قيمتها في مجال الحرب والسياسة، فهو يتلكأ في إرسال مبعوثيه لمحادثات "المجاملة" في باريس والقاهرة والدوحة، وحين يرى حاجة في إرسال الوفود لترضية الأمريكيين والمصريين والقطريين، فيرسلهم مزودين بتعليمات مشددة بأن يكونوا مجرد مستمعين، ينقلون له ما يعرض من أفكار ومقترحات، وحين تحدث الرئيس بايدن عن يوم الإثنين لبدء الهدنة والتبادل، أنّبه نتنياهو ليس بالكلام وإنما بالفعل، حيث تزامنت مقتلة الطحين مع آخر جلسة من جلسات التفاوض في الدوحة.

وحين أعلنت حماس أن عدداً من المحتجزين قُتل جرّاء القصف الإسرائيلي، اعتبر أن الظروف تخدم أجندته، إذ لا مانع لديه من أن يُقتلوا جميعاً من أجل تحقيق "النصر المطلق"، الذي أعلنه كهدف أخير ونهائي للحرب، التي يعتبرها ما تزال في بداياتها رغم أنها توشك على دخول شهرها السادس.

ذوو المحتجزين يعرفون ذلك، وها هم يتظاهرون ضده بلا فائدة، والوسطاء يعرفون ذلك ويواصلون صبرهم وجهدهم.

وكلما قل عدد الأحياء من المحتجزين يشعر نتنياهو بالرضا، فها هي أهم ورقة تُستخدم ضده تحترق.

 

Loading...