للدلالة على وسائل التواصل الاجتماعي العديدة؛ نطلق عليها مسمى " السلطة الخامسة"، حيث باتت تضاهي، بل تتفوق على وسائل الإعلام الأخرى خلال العقد الاخير، حيث نجح شباب فلسطين في استخدامها بدراية كاملة ولغات متعددة متقنة وبدراية عالية، في أماكن تواجدهم سواءً في فلسطين التاريخية، أو في مغترباتهم المختلفة لدحض الرواية الصهيونية حول فلسطين وشعبها، وإيصال الرسائل بالصوت والصورة حول فاشية الدولة المارقة إسرائيل، التي تستمر في ارتكاب المجازر على مدار الساعة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وتكميم الأفواه في الداخل الفلسطيني.
بعد مرور مائة وخمسون يوماً على بداية العدوان على قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الانقاض؛ استطاع الشباب الفلسطيني داخل حدود فلسطين التاريخية وفي المهاجر القريبة والبعيدة ترسيخ وحدة الشعب الفلسطيني وكشف زيف الرواية الصهيونية أن فلسطين أرض قفراء، جنباً إلى جنب مع إبراز عنصرية دولة الاحتلال الإسرائيلي وفاشيتها وارتكابها عملية إبادة جماعية من خلال استهداف المدنيين وخاصة النساء والاطفال والشيوخ، وقتلهم بعد تدمير المنازل فوق رؤوسهم. وقد ترسخت فكرة استخدام "السلطة الخامسة" بشكل واسع من قبل الشباب الفلسطيني والعربي والمناصرين للقضية الفلسطينية؛ حيث طغت بشكل لافت خلال العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني على السلطة الرابعة وخاصة الفضائيات منها؛ إنها وسائل التواصل الاجتماعي، عبر استخدام الشبكة العنكبوتية؛ ومن أهمها، الفيسبوك، وتيك توك، وتويتر، وموقعا الإنستغرام واليوتيوب. وقد أتاحت تلك الوسائل من خلال الوسم (الهاشتاغ)، ارتفاع وتيرة التفاعل والتواصل بين الشباب الفلسطيني والمناصرين من مستخدمي مواقع التواصل بشكل كبير وشاسع أخيراً، من خلال وضع علامة الهاشتاغ قبل جملة محددة، مثل (أوقفوا العدوان على غزة)، لتصبح موضع نقاش مفتوح في فضاءات مفتوحة؛ وقد نجح الشباب الفلسطيني ومناصروهم إلى حد كبير في نشر المعلومات، والصور، ومقاطع الفيديو، ورسوم كاريكاتورية وتمثيل مقاطع ساخرة من المحتل الصهيوني، وإظهار الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني؛ من تهجير واعتقال وتطهير عرقي في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس والداخل الفلسطيني؛ إضافة إلى قتل الأطفال الفلسطينيين، وتدمير الطيران والمدفعية الإسرائيلية لعدد كبير من المباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها في قطاع غزة والمدن الضفة الغربية، في وقت اتبعت شبكات التواصل معايير مزدوجة وغير منصفة لنشر المحتوى الفلسطيني وتعميمه، لكنها لم تفلح في ذلك، نظراً لاتساع نطاق المناصرين العرب والأجانب للقضية الفلسطينية، عبر استخدام تطبيقات جديدة لنشر المحتوى الفلسطيني ووصوله إلى الملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ولترتفع وتيرة الانحياز الشعبي نسبياً إلى جانب الحق الفلسطيني في عددٍ كبيرٍ من دول العالم، ولتتضح صورة إسرائيل شيئاً فشيئاً كدولة أبارتهايد وعنصرية، وتنقلب الصورة والرواية الصهيونية، لصالح الضحية وصاحب الحق الفلسطيني، وقد تمّ التعبير عن ذلك في غالبية دول العالم؛ حيث شهدت وتشهد يومياً مدن عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وكندا واستراليا، ودول أمريكا اللاتينية مسيرات مناصرة للشعب الفلسطيني؛ في وقت رفعت فيه يافطات ضد الاحتلال الصهيوني وسياساتها العنصرية الإجلائية التهويدية إزاء الشعب الفلسطيني؛ هذا فضلاً عن ارتفاع أصوات كثيرة في البرلمانات الغربية؛ الأوروبية والأمريكية، تدين السياسات الإسرائيلية.
والماثل للمتابع أن الشباب الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية وفي المهاجر القريبة والبعيدة باتوا يمتلكون سلاحاً قوياً لمواجهة الفاشية الإسرائيلية وتوحش الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني أينما وجد؛ يتمثل بـ"السلطة الخامسة"؛ وبهؤلاء الشباب ستنتصر فلسطين على الطغاة العابرين في نهاية المطاف، بعد أن يصبحوا عبئاً ثقيلاً على الدول الغربية الصانعة والداعمة للدولة المارقة. وليصبح مصطلح "السلطة الخامسة" وسماً وابتكاراً مجدياً يقوده الشباب الفلسطيني حتى النصر ودحر الاحتلال من حنايا وطنهم الوحيد فلسطين.