حكاية غانتس ونتنياهو

 

يقوم غانتس مسلحاً بأربعين مقعداً يقفون على باب الكنيست إذا ما جرت انتخابات مبكرة، ولا أحد يعرف هل سيظل هذا التفوق قائماً أم أنه سينقص.

أمّا نتنياهو الذي يتضور شوقاً لدخول المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، فيرى في الزيارة التي عارضها علناً أكبر خسارة له رغم وضعه 63 نائباً في جيبه.

كان الصراع بين الاثنين مختبئا تحت لهيب الحرب والموت والدمار، والآن بدأ ينكشف تحت طائلة العجز واستحالة الانتصار المطلق.

البيت الأبيض الذي لا يخفي تفضيله لغانتس على نتنياهو يبحث عن وسيلة بروتوكولية لتوفير لقاء بين بايدن وغانتس، ويبدو أنه تم التوصل إلى حل، فأثناء اجتماع غانتس بنائبة الرئيس سيمر بايدن ويدلف إلى مكتبها وينضم إلى الاجتماع، إذا كنّا نحن في غزة نعاني من أزمة تموينية وصحية وسكنية فإسرائيل تعاني من التشققات التي تتسع من القاعدة إلى القمة، وإذا كان نتنياهو مطمئناً إلى أن ما تبقى له من فترة حكم سيوفر له انتصاراً شخصياً مطلقاً فقد ظهر له من داخل البيت الإسرائيلي ومن على قمة القرار فيه من يشكك في شعاره ويؤكد استحالة تحقيقه.

ما أسهل أن يصدر نتنياهو أمراً لكل سلاح الطيران والدبابات والمدفعية والمشاة بفتح نيرانها جميعاً على المواطنين في غزة، وما أسهل أن يتبجح بالكلام وبعض المظاهر الزعامية الفارغة، ولكن لم ولن يكن سهلاً عليه أن يتفادى الخسائر المحققة التي تصيب دولته، والتي بدأت بالظهور على نحو يؤرّق الأمريكيين وكل من لا زالوا يتعاطفون مع إسرائيل.

غانتس ذهب إلى أمريكا مراهناً على أن نتنياهو سيريحه بالإقالة ومن جهة أخرى ذهب دون رغبة نتنياهو كي يريح نفسه من الاستقالة.

Loading...